- ما هو تعليقكم على بلاغ الكنيستين الكاتوليكية والبروتستانتية بأن المبشرين ينشطون بعيدا عن الكنائس الرسمية بالمغرب، والذي جاء بعد طرد المغرب لخمسة مبشرين؟ < أتصور أن ملف التنصير ينبغي أن يوضع في إطاره الصحيح، فهو جزء من مشروع سياسي هدفه إحداث أقليات جديدة، لأن المجتمع المغربي معروف تاريخيا بوحدة الدين ووحدة المذهب، ومن هنا فإن النقاشات تحرف الموضوع بوضعه في إطار النقاشات الفكرية وفيما يتعلق بحرية التعبير وهي نقاشات خاطئة، والدليل على ذلك أن حركة التنصير، من خلال البحث السوسيولوجي، هي حركة تستهدف وتستغل”المناطق الهشة”، وتنشط بمجال الفقر والتهميش والإعاقة، وهذا يبين أن التعامل معها ينبغي أن يتم على المستوى السياسي والقانوني، إما فيما يتصل برفع مستوى الوعي عند الشباب أو لدى الفئات المستهدفة، وهنا يأتي الدور المهم لمؤسسات التوعية سواء تعلق الأمر بالمؤسسات الدينية أو الثقافية ورفع مستوى الوعي الديني لدى الشباب. - من خلال رصد مركزكم لظاهرة التنصير، هل البلاغ الأخير لوزارة الداخلية يبين حجم ظاهرة التنصير بالمغرب؟ < إن حركة الرصد الميداني للظاهرة والمناطق التي تنشط فيها تبين أن اختزال الأمر في خمسة مبشرين هو اختزال لحقيقة الموضوع، فالظاهرة تنتشر في البوادي والقرى أو عبر مؤسسات ثقافية وإعلامية ومؤسسات للنشر ومؤسسات للاتصال والمراسلة وفاعلين على مستوى العمل الاجتماعي ومساعدة بعض الناس، فضلا عما تمتلكه هذه المؤسسات على الصعيد الدولي من إمكانيات إعلامية ومادية وبشرية، مما يسخر في كثير من الأحيان بطريقة غير معلنة على صعيد العمل الميداني بالمغرب، ومثل هذه البلاغات مجرد جزء لا يعبر عن حقيقة الظاهرة بأبعادها الكاملة. - على من تلقى المسؤولية في مواجهة هذه الظاهرة بالمغرب؟ < ظاهرة التنصير مثل الظواهر الاجتماعية الأخرى، هي ظاهرة مركبة والمسؤوليات فيها تمتد وتختلف بين كل مكونات المجتمع من أدناه إلى أعلاه، طبعا الجهات المسؤولة تأتي في طليعة الجهات التي تتحمل المسؤولية في الموضوع، لذلك عليها أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في التعامل مع الظاهرة سواء المؤسسات الدينية أو الأمنية، بل إن جمعيات المجتمع المدني التي يجب عليها أن تقوم بدورها في ملء الفراغ التي يستغله عدد من هذه المؤسسات التنصيرية. بالإضافة إلى ملف التعليم الذي عليه أن يستحضر مثل هذه المواضيع، لأنه دائما نتحدث عن البرامج التعليمية التي تستحضر العديد من القيم الإنسانية والأخلاقية ،ونغفل هذا الموضوع، الذي ينبغي استحضاره على المستوى العقدي من أجل أن يفهم الشباب والتلاميذ خطر هذه الظاهرة، لأن هذه الفئة الأساسية هي المستهدف الأول لهذه المنظمات.