يعد سلس البول حالة مرضية شائعة جدا، حيث إن حوالي شخص واحد من كل خمسة وعشرين مصاب بها، كما أن حوالي شخص واحد من كل عشرة أشخاص يبلغ سنهم خمسا وستين وما فوق مصاب بسلس البول. ويقصد بسلس البول، عجز الشخص عن التحكم في إفراغ مثانته، وقد يصاب أي شخص بهذه الحالة، ولكن الأشخاص المسنين هم أكثر عرضة لها. تتراوح الأعراض ما بين التسريب الخفيف والتبليل الحاد، وتكون النساء أكثر عُرضة لسلس البول من الرجال. ولكن، للأسف، لا يذهب معظم المصابين بسلس البول إلى الأطباء لمعالجة الحالة، إما بسبب شعورهم بالإحراج أو بسبب عدم علمهم بوجود طرق علاجية سهلة وناجحة. أسباب السلس البولي يصاب الشخص بسلس البول حين يعجز عن التحكم في تدفقه، فيبلل سرواله، وهناك عدة أسباب للإصابة بسلس البول. ويحدث السلس الذي يسببه الشد أو الإجهاد حين يخرج البول بشكل غير إرادي عندما يشد الشخص، عند السعال أو العطاس أو حمل الأشياء الثقيلة مثلا. وينتج السلس الذي يسببه الشد أيضا بسبب إحدى تلك الحالتين غالبا: 1- عندما يجري الشخص جراحة في الحوض تضعف عضلات الحوض. 2- عند الولادة، حيث تضعف عضلات الحوض عند النساء. وكذلك يحدث عندما تشد عضلات المثانة حين امتلائها، فتدفع البول خارجا قبل وصول الشخص إلى الحمام. ويعاني عادة الأشخاص المصابون بأمراض عصبية، كالتصلب المتعدد والسكتات الدماغية وداء باركنسون، وبعض مرضى السكري إلى تلف الأعصاب الذي يؤدي إلى سلس إلحاح البول. وفي حالات أخرى قد يكون سلس إلحاح البول علامة مبكرة على سرطان المثانة وتضخم البروستات. أنواعه أما أنواع السلس الأخرى فتتعلق بالأدوية والنظام الغذائي؛ حيث تسبب بعض الأدوية التي يصفها الطبيب أو المتوفرة في الصيدليات من دون وصفة طبية تقلص المثانة لا إراديا أو ارتخاءها بشكل مفرط، مما يسبب سلس البول. كما أن شرب الكثير من السوائل التي تحتوي على الكافيين أو الكحول قد يزيد من حالة السلس سوءا، إذا لم يعالج سلس البول، فقد يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، لذلك، من الضروري إخبار الطبيب مبكرا، وإذا كان الشخص مصابا بالسلس الفيضي، فالبول الذي يبقى في المثانة يضغط على الكلى؛ وقد يسبب الضغط مع الوقت فشلا في الكلي، فيحتاج الدم إلى الغسيل. كما يجب فحص المصابين بسلس البول لمعرفة ما إذا كانت أسباب السلس أمراضا خطيرة، كسرطان المثانة وتضخم أو سرطان البروستات. وإذا لم يعالج المصاب بسلس البول، فقد يسبب تسرب البول له طفحا وتشققات جلدية، كما قد يؤدي إلى عزل الشخص نفسه عن الآخرين وشعوره بالوحدة، لأن المصابين به، يشعرون بالإحراج ويفضلون العزلة. التشخيص يدرك معظم المصابين بسلس البول إصابتهم بالحالة، ولكن التشخيص الدقيق لنوع الحالة ضروري جدا، لتحديد طرق العلاج. ويجري الطبيب فحصا مفصلا للتأكد من عدم ضعف عضلات الحوض. وبالنسبة للرجال، قد يفحص الطبيب حجم البروستات عبر فحص المستقيم، أما بالنسبة للنساء، فقد يحتاج إلى فحص شامل للحوض. ويمكن إجراء اختبارات خاصة للتأكد من قيام المثانة بوظيفتها بشكل طبيعي، كما يمكن أحيانا إجراء تصوير للكلى والحوض، عبر التصوير بالموجات الصوتية. العلاج هناك عدة طرق لعلاج سلس البول في أيامنا هذه، ويعتمد خيار العلاج على نوع سلس البول وشدته، وما يتناسب مع أسلوب حياة المريض المصاب بالسلس، وقد يوصي الطبيب بأكثر الطرق العلاجية سلامة وأبسطها إجراء في البداية، إذا كان ذلك ممكنا. وفي بعض حالات السلس، قد تساعد العمليات الجراحية على تحسين السلس أو التخلص منه، إذا كان سبب المشكلة حدوث تغيير في وضعية المثانة أو انسدادا سببه تضخم البروستات. من العمليات الجراحية الشائعة لعلاج سلس البول، عملية رفع المثانة إلى الأعلى وتثبيتها. وبالنسبة لبعض المرضى المصابين بسلس إلحاح البول، هناك إجراء طبي يحفز خلاله الطبيب الأعصاب التي تتحكم بالمثانة. وتسمى هذه الأعصاب بالأعصاب العجزية؛ حيث تساعد هذه الجراحة على إرخاء المثانة. وفيما يلي ثلاث طرق لتدريب المريض على التحكم بمثانته: تمارين عضلات الحوض أو ما يسمى بتمارين كيغل. الارتجاع البيولوجي أو التغذية الراجعة البيولوجية. إفراغ المثانة في وقت محدد. عبد الإله بنزاكور رئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف