قرر قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف بسلا إيداع مرتكب مجزرة الرباط، التي خلفت ثلاثة قتلى وعددا من المصابين، بالسجن بعد أن وجهت له النيابة العامة تهما تتعلق «بالقتل العمد ومحاولة القتل وإلحاق خسائر بملك الغير والسرقة الموصوفة وإضرام النار». ولم يبد المتهم أي سلوك عدواني خلال نقله من مقر الأمن بالرباط إلى محكمة الاستئناف بسلا، وجلس بهدوء مصفد اليدين قبل أن يتم عرضه على أنظار قاضي التحقيق وإيداعه بعد ذلك سجن الزاكي. وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلع بأن الجاني تجاوب مع الأسئلة التي وجهها له المحققون بشكل عادي دون أن يكشف عن الدوافع التي جعلته يقدم على ارتكاب جرائمه، واكتفى بالقول «لقد كنت منفعلا وانتابتني حالة هيستيرية». كما رجح نفس المصدر بأن يكون الجاني، الذي وضع تحت الحراسة النظرية وتم التحقيق معه لساعات قبل أن تتم إحالته على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بسلا، قد تعاطى المخدرات قبل تنفيذ جرائمه. وأفاد مصدر مقرب من التحقيق ل«المساء» بأن فرضية تناول المتهم عقاقير مهلوسة زادت من حدة اضطرابه النفسي «واردة بقوة»، خاصة أن هذا الأخير معروف بتعاطيه للمخدرات التي تدفعه في بعض الحالات إلى إبداء سلوكات عدوانية تجاه سكان الحي وكذا أسرته، الأمر الذي دفع والدته إلى نقل أخواته للسكن بحي التقدم تجنا للاحتكاك معه. وأفاد الجاني بأنه استيقظ صباح الحادث وأشعل سيجارة دخنها، قبل أن يضع المدية تحت ملابسه ويحرق المنزل لينتقل مباشرة بعد ذلك لتنفيذ قراره بقتل كل من يجده في الشارع. كما صرح بأن المدية كانت ترافقه وأنه يحتفظ بها لكي ينتقم ممن يحاول اعتراض سبيله. وأضاف المصدر أن نتائج الخبرة الطبية والعلمية التي سيتم إجراؤها ستحدد طبيعة المواد التي تعاطاها الجاني قبل الحادث.