صعد عزيز بنعزوز، القيادي في حزب «الجرار»، انتقاداته لرئيس حكومة بنكيران، إلى حد طرح أسئلة تشكك في القوى العقلية لرئيس الحكومة على خلفية تصريحات له تتعلق بمقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي، في جامعة ظهر المهراز. واستغرب بنعزوز، في أشغال افتتاح مؤتمر إقليمي لحزب «الجرار» في قاعة البلدية بإقليم صفرو، مساء أول أمس الأحد، من إلقاء بنكيران للمسؤولية يمينا وشمالا، في الوقت الذي يتحمل المسؤولية وزير التعليم العالي، في حكومته، يقول بنعزوز، قبل أن يضيف بأن أمر الحديث عن وجود «انفلات أمني» في الجامعة لا يمكن أن تتحمل مسؤوليته سوى الحكومة التي يترأسها بنكيران. واتهم بنعزوز رئيس الحكومة بمحاولة زرع الفتنة في المجتمع، عندما أشار بنكيران، في تصريحات، إلى أنهم مستعدون للموت، بعدما تحدث عن اتهام جهات لم يسمها بقتل هذا الطالب الذي ينتمي إلى منظمة التجديد الطلابي. وتساءل عما إذا كان بنكيران في كامل قواه العقلية، وهو يتحدث بهذه الطريقة، عن القتل والموت، مضيفا بأن الأمر يتعلق بدعوة صريحة للفتنة في المجتمع. وزاد بعزوز، في حدة الانتقادات، متهما رئيس الحكومة بالإساءة إلى سمعة المغرب، داعيا المواطنين إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة ب«رحيل» بنكيران، ومقترحا تقديم ملتمس رقابة في البرلمان لإسقاط هذه الحكومة، لأن المغرب لا يمكنه، حسب تعبيره، أن يستمر في هذا النوع من التدابير الخرقاء لمدة سنتين ونصف إضافيتين. وتحدث عن أن الامتحان الكبير أمام حزب «الجرار»، بعدما استعاد عافيته ونجا من محاولات أعدت لها الكثير من الأموال، وشاركت فيها عدة أطراف في الأحزاب والنقابات والإدارة والإعلام لشيطنته، هو «إجلاء الظلام، وإسقاط الاستبداد الجديد». واستغرب حكيم بنشماس، في السياق ذاته، من تصريحات لرئيس الحكومة، يطعن من خلالها في نتائج الانتخابات الجزئية في سيدي إيفني، ويقول إن الفائز اشترى الذمم، واستعان بأذناب السلطة. وأضاف بنشماس أن هذه التصريحات تهين كرامة وشرف سكان منطقة سيدي إفني، الذين صوتوا لصالح حزب «الجرار»، وتساءل عن مصداقية بنكيران الذي يتحدث عن «أذناب السلطة»، علما أنه هو رئيس الحكومة. «فمن سيثق في المغرب بعد هذا الكلام الصادر عن رئيس حكومة، وهو يتحدث عن وجود «أذناب السلطة»، ويشكك في العملية الانتخابية، يضيف بنشماس. وانتقد بنشماس لجوء رئيس الحكومة إلى استعمال قاموس نعته بالمنحط والرديء لمخاطبة مختلف مكونات المعارضة في البرلمان، في إشارة إلى قوله بأن المعارضة تقول كلاما معيفا، مع أن المعارضة لم تقم إلا بواجبها طبقا للدستور، يزيد بنشماس. وتحدث عن فتح الحكومة جبهات العداوة مع رجال الأعمال والمستثمرين والنقابات والمعارضة والجمعيات. ودعا نشطاء حزب «البام» إلى «التعبئة» ل«وقف نزيف الإحباط وموجة التشاؤم»، التي تتسع في أوساط المجتمع بسبب ما أسماه وعود الحكومة، التي تبين فيما بعد أنها عبارة عن أكبر عملية قل نظيرها لتوزيع الأوهام وتضليل مورست على فئات واسعة من المجتمع المغربي، حسب بنشماس، قبل أن يتبين بأن حصيلة سنتين ونصف من تجربتها تساوي الصفر، «فلا هم حاربوا الفساد والريع، ولا هم أسقطوه، بل بالعكس طبعوا معه وأعلنوا شعار عفا الله عما سلف، ولا رفعوا الأجور ولا حسنوا أوضاع الصحة»، يقول بنشماس.