خلافا للسنوات الماضية، غاب القاعديون عن احتفالات فاتح ماي بشوارع مدينة، صباح أول أمس الخميس، بسبب ما أسمتها مصادر مقربة ب«الاعتبارات الأمنية»، على خلفية أحداث المركب الجامعي «ظهر المهراز». وكان القاعديون، في كل سنة، يخرجون في تظاهرات الاتحاد المغربي للشغل، وعادة ما تنتهي مشاركتهم في هذه الاحتفالات بمواجهات مع عناصر القوات العمومية، بالنظر إلى الشعارات الراديكالية التي يرددونها في الشارع العام. في المقابل حضر العشرات من الطلاب المقربين من منظمة التجديد الطلابي، وحزب العدالة والتنمية، احتفالات فاتح ماي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ورفعوا لافتات تحمل صور الطالب عبد الرحيم الحسناوي، متهمين فصيل النهج الديمقراطي القاعدي بالوقوف وراء الأحداث التي أسفرت عن مقتله، وناعتينهم ب»العصابة الإرهابية». وغابت نقابة شباط عن احتفالات عيد العمال بالمدينة، بعدما فضل أمينها العام، عمدة فاس، نقل معركته العمالية ضد حكومة بنكيران إلى مركب رياضي بالرباط، وخصص العشرات من وسائل النقل لضمان تنقل أفواج من مؤيديه إلى العاصمة الرباط. فيما وجهت كل من نقابة الاتحاد المغربي للشغل ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب انتقادات حادة لعمدة فاس ولحزب الاستقلال. وقد اتهمه متظاهرون من عمال شركة النقل ممن تم طردهم من العمل بالوقوف وراء الصفقة المشبوهة للتدبير المفوض للقطاع، وحملوه مسؤولية معاناتهم الاجتماعية بعد طردهم. واتهم عبد العزيز الرباح، القيادي في حزب العدالة والتنمية، الذي تحدث أمام أعضاء النقابة المقربة من هذا الحزب، شباط، دون أن يذكره بالاسم، باستغلال التلاميذ والقاصرين في التجمع الذي عقده في الرباط، بعدما قيل لهم إن الأمر يتعلق ب»رحلة». كما انتقد توظيف الحيوانات والسيوف في الاحتجاجات، على حد تعبيره. ورفع أعضاء نقابة الاتحاد الوطني للشغل في المغرب شعارات مناوئة لتدبير شؤون المدينة، وقالوا إن العاصمة العلمية في خطر بسبب ما يسمونه سوء التدبير. وجابت مسيرات العمال لكل من الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب شوارع رئيسية بمدينة فاس، ورفعت شعارات تنادي بالاهتمام بالطبقات الشغيلة، والرفع من الأجور، واحترام كرامة مستخدمي القطاع الخاص، والاعتراف بالعمل النقابي في المؤسسات الخاصة..لكن هذه المسيرات بدت محدودة من حيث المشاركين، مع تسجيل اختلافات طفيفة في المشاركة بين النقابات، بعد أن «فشلت» النقابات في «إقناع» فئات واسعة من العمال والمستخدمين والموظفين، ب«جدوى» المشاركة في هذه التظاهرات.