تسببت ندوة كان من المقرر أن يحضرها عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، بالمركب الجامعي ظهر المهراز، مساء أول أمس الخميس، في اندلاع مواجهات عنيفة بين الطلبة القاعديين، وطلبة منظمة التجديد الطلابي. وقالت المصادر إن هذه المواجهات المفتوحة والتي استخدمت فيها أسلحة بيضاء أسفرت عن إصابة طالبين بجروح متفاوتة الخطورة، استدعت نقلهما إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني. وأعلنت منظمة التجديد الطلابي، في موقعها الإلكتروني، عن وفاة طالب يدعى عبد الرحيم الحسناوي، عضو منظمة التجديد الطلابي، موردة بأنه أصيب جراء الهجوم المسلح الذي نفذته ما أسمته المنظمة ب»عصابات النهج الديمقراطي القاعدي - البرنامج المرحلي» يوم أول أمس الخميس على نشاط للمنظمة بجامعة فاس. وأعلن طلبة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي عن رفضهم لدخول القيادي في حزب العدالة والتنمية إلى المركب الجامعي، فيما عائلة الطالب اليساري المغتال في 25 فبراير من سنة 1993، مازالت تطالب بالكشف عن ملابسات الاغتيال، وتقديم كل المتورطين إلى العدالة. واتهم الطلبة القاعديون عبد العالي حامي الدين بالتورط في هذه الأحداث التي سبق له أن اعتقل بسببها وأمضى سنتين رهن الاعتقال. وكانت محكمة الاستئناف بفاس قد فتحت، في الآونة الأخيرة، مسطرة جديدة لمتابعة أعضاء سابقين من رموز فصيل التجديد الطلابي، بتهم لها علاقة بالتورط في اغتيال الطالب اليساري محمد أيت لجيد بنعيسى في 25 فبراير 1993، لكنها حفظت شكاية وجهتها عائلة الطالب اليساري ضد عبد العالي حامي الدين والذي يتهم بالمشاركة في عملية نفذها ما يقرب من 30 طالبا محسوبين على الحركة الإسلامية في 25 فبراير من سنة 1993، ضد أيت لجيد، الطالب القاعدي قيد حياته، بعدما تم جره من داخل سيارة أجرة صغيرة، والاعتداء عليه بحجر كبير، ما تسبب في إدخاله إلى العناية المركزة في المستشفى الإقليمي، دون أن يستفيق منها، وأعلنت وفاته في بداية شهر مارس من سنة 1993، وهي السنة التي شهدت مواجهات عنيفة بين الطلبة الإسلاميين والطلبة اليساريين، في إطار ما يعرف بحرب «الشرعية» في الجامعة، وداخل نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وكان من المقرر، حسب بيان لمنظمة التجديد الطلابي، أن يحضر عبد العالي حامي الدين، إلى المركب الجامعي ظهر المهراز، رفقة حسن طارق، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، وأحمد مفيد، أستاذ جامعي بهذا المركب متخصص في القانون الدستوري، لتأطير ندوة حول موضوع «الإسلاميون واليسار والديمقراطية» والتي قررت منظمة التجديد الطلابي تنظيمها بكلية الحقوق بفاس، مساء يوم أول أمس الخميس، لكن حامي الدين تراجع عن الحضور بسبب إشعاره من قبل رئاسة الجامعة ب»عدم دخول المركب الجامعي»، يقول طالب إسلامي. وقال طلبة يساريون في الجامعة إنه من غير المقبول أن يتجرأ متهم بالتورط في اغتيال الطالب اليساري أيت لجيد لدخول المركب الجامعي، لاستعراض عضلاته، والترويج لما أسموه ب»الفكر الظلامي» في أوساط الطلبة، بينما مازال ملف الطالب اليساري مفتوحا، وعائلته رفقة عدد من رفاقه، والمتعاطفين مع قضيته، لا يزاولون يطالبون بكشف حقيقة اغتياله، ومحاكمة كل المتورطين في القضية. واعتبر تقرير للطلبة بأن هذه الخطوة تعتبر بمثابة استفزاز لليسار في المركب الجامعي ولعائلة أيت لجيد. واستغربت المصادر ذاتها لاختيار يوم الخميس كموعد لتنظيم الندوة، وهو نفسه اليوم الذي تم فيه اغتيال هذا الطالب الذي كان من رموز القاعديين حينها في الجامعة. وأشار عمر الزايدي عن اللجنة الوطنية لمتابعة قضية اغتيال أيت لجيد، ل«المساء»، إنه من غير المقبول أن يدخل الجامعة شخص نعته بالمتورط في اغتيال أيت لجيد، في وقت لا زالت فيه الجامعة مجروحة في اغتيال هذا الطالب. ووصف بيان لهذه اللجنة الخطوة بالاستفزازية، مطالبا ب»فتح تحقيق نزيه وعادل في اغتيال الشهيد وتقديم كافة الجناة أمام القضاء وعلى رأسهم عبد العالي حامي الدين». وتسعى عائلة الطالب المتوفى، في الآونة الأخيرة، إلى تدويل قضية ابنها، وذلك في مساعي منها لجلب الاهتمام والدعم لقضيتها، وحث المسؤولين على تفعيل المساطر القانونية الكفيلة بالكشف عن حقيقة الاغتيال، ومتابعة كل المتورطين في حادث الاعتداء. واتهمت منظمة التجديد الطلابي، من جهتها، المدافعين عن ملف هذا الطالب بما أسمته ب»الاسترزاق والمتاجرة»، موردة بأنه يتم استحداث هذا الملف بين كل لحظة وحين، «في تحالف مشبوه مع أطراف فاقدة للمصداقية تحفر في ماض غامض وتقتات عليه».