بدأت حرب البيانات والبلاغات بين "تياري" النهج الديمقراطي القاعدي-البرنامج المرحلي والتجديد الطلابي، في الاشتغال وذلك بعد الاحداث المأساوية التي وقعت يوم الخميس 24 ابريل 2014، بظهر المهراز بفاس، واودت بحياة احد الطلبة المحسوبين على الجناح الطلابي لحركة التوحيد والاصلاح.. طلبة التجديد الطلابي خرجوا ببيان طلبوا فيه من "الدولة المغربية إلى إعلان عصابة النهج الديمقراطي القاعدي –البرنامج المرحلي- منظمة إرهابية وما يستوجبه ذلك من إجراءات قانونية وأمنية في حق مرتكبي هذه الجريمة النكراء"..
وبعد أن سجل البيان "بكل أسف تلكؤ الجهات الرسمية في حماية الطلبة"، حمل الجهات الرسمية "مسؤولية الفاجعة لعدم تحملها مسؤوليتها كاملة في حفظ الأمن في الوسط الجامعي، واستمرار أسلوب المهادنة في التعامل مع مظاهر التسلح داخل الحرم الجامعي."
ودعا البيان وزير التعليم العالي ووزير العدل ووزير الداخلية لزيارة "الجامعة وعقد اجتماع على مستوى عالي من أجل مباشرة الإجراءات القانونية لمعاقبة الإرهابيين(النهج القاعدي)"، كما دعا أيضا "النيابة العامة لفتح تحقيق عاجل وفوري للقبض على الجناة ومتابعتهم."
وطالب البيان بفتح "تحقيق بشأن مصير العشرات من الشكايات التي وضعها أعضاء منظمة التجديد الطلابي ضد أفراد هذه المجموعة الإرهابية بكل من مكناس - مراكش –الناضور– فاس...، مؤكدا تشبث المنظمة بالحوار باعتباره مبدئنا الراسخ والوسيلة الوحيدة لتدبير الاختلاف داخل الحرم الجامعي."
من جانبهم أصدر طلبة النهج الديمقراطي القاعدي-البرنامج المرحلي بجامعة فاس بيانا اوضحوا فيه أنهم "كانوا في حالة دفاع عن النفس" بعد ما وصفوه ب"الهجوم الذي شنته منظمة التجديد الطلابي، التابعة للعدالة و التنمية" عليهم واصفين "تجمع طلبتها من جميع أنحاء المغرب بالإنزال المشبوه"..
ويرى البعض منهم ان هذا الانزال يؤكده الطالب المتوفى، عبد الرحيم الحسناوي، الذي لا ينتمي إلى جامعة فاس بحيث انه قدم من مدينة مكناس، حيث كان يدرس بشعبة الدراسات الإسلامية بجامعة مولاي اسماعيل، وذلك في إطار عملية الانزال التي قام بها الجناح الطلابي للذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية..
يشار أن شرارة الاحداث الماساوية التي وقعت بفاس اول امس، بدأت بعد اعلان طلبة التجديد الطلابي عن تنظيم ندوة تحت عنوان "يسار الإسلاميون والديمقراطيون"، والتي استدعي للمشاركة فيها أحمد مفيد وحسن طارق وعبد العالي حامي الدين الذي كان معتقلا على خلفية اغتيال الطالب القاعدي ايت الجيد محمد بنعيسى سنة 1993 من طرف الاسلاميين، والذي تطالب أسرته اليوم بكشف الحقيقة حول وفاته وتلوح باتهام حامي الدين بالتورط في حادث وفاة إبنها قبل اكثر من 20 سنة..
ويرى البعض ان ماوقع اول امس بظهر المهراز يشيه إلى حد بعيد ما وقع بنفس الجامعة في بداية التسعينات من القرن الماضي، مع فارق واحد هو تغيير في الادوار، كما يرى البعض الآخر ان ما وقع يعد انتقاما من الاسلاميين من طرف الطلبة القاعديين الذين فقدوا عام 1993 رفيقا لهم بنفس الوحشية التي قتل بها يوم الخميس الطالب عبد الرحيم الحسناوي..
ويرى بعض المتتبعين للشأن الطلابي ان تبادل الاتهامات بين التيارات الاسلامية واليسارية داخل الحرم الجامعي لن يحل مشكل الجامعة المغربية وان الارهاب واحد ولو تعددت اوجهه، ليبقى الضحية في آخر المطاف هو الطالب والجامعة..