شهد مركب محمد الخامس مساء أول أمس السبت حالة احتقان عقب خسارة المنتخب المغربي أمام نظيره الغابوني بهدفين لواحد في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس أمم إفريقيا. وتعتبر الخسارة الأولى من نوعها بعد مرور 21 سنة على آخر هزيمة للمنتخب المغربي في مباراة رسمية على أرضية مركب محمد الخامس، والتي تعود لسنة 1988 أمام المنتخب الكاميروني بهدف لصفر، برسم نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم التي احتضنها المغرب. حالة الاحتقان التي عرفها المركب الرياضي، جعلت القوات الأمنية بكل فصائلها تضاعف من جهودها لسل الشعرة من العجين بأقل الكوارث، خاصة بعد أن سجل الغابونيون الهدف الثاني حيث انهارت القنينات الفارغة والممتلئة على الناخب الوطني روجي لومير، ورددت شعارات تطالبه بالرحيل وتعويضه بالمدرب الوطني بادو الزاكي. وعرفت المباراة مجموعة من التوترات التي ساهمت في ضعف التركيز لدى اللاعبين، خاصة في ظل غياب الانسجام بين العناصر الوطنية الناتج عن «صراع جيلين». وتجسد الخلاف حين رفض المدافع عبد السلام وادو الجلوس على دكة البدلاء، بعد أن وضعه لومير خارج التشكيلة، وقدم الطاقم الطبي والإداري لرجال الإعلام مبررات صحية اختار أمامها عبد السلام الصمت، وبدا الغضب على ملامح اللاعب نبيل الزهر الذي رفض بدوره صفة لاعب بديل واختار متابعة المباراة في حالة اكتئاب تام، بينما عاش اللاعبون تداعيات الخصام الذي دار بين يوسف السفري وعادل تاعرابت. وقال أحد اللاعبين إن بعض المحترفين كانوا يتابعون في الفندق مباراة المنتخب الكاميروني والطوغولي، قبل التوجه إلى الملعب، وهم يضعون في آذانهم سماعات ينصتون بواسطتها لموسيقى صاخبة، ومنهم من كان يرد على الهاتف المحمول في ممر الفندق. وشهدت تشكيلة المنتخب جدلا بين لومير وفتحي جمال، في شأن إشراك اللاعب مروان زمامة، حيث اقترح جمال إقحامه في الممر الأيمن بدل شمس الدين لعرايشي، وقد أدى اللاعب فاتورة الجدل حيث ظل يقوم بحركات تسخينية منذ بداية الجولة الثانية إلى أن أعلن الحكم عن نهاية المباراة. واضطرت نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة إلى مغادرة الملعب قبل انتهاء اللقاء، تاركة روني أوبيانغ، وزير السياحة الغابوني، مزهوا بفوز منتخب بلاده، فيما توجه أوزال ومصمم على عجل نحو مستودع الملابس حيث ألقى نائب رئيس الجامعة خطابا شديد اللهجة أمام اللاعبين والطاقم التقني، واضطرت العناصر الوطنية إلى البقاء داخل مستودع الملابس لمدة 45 دقيقة إلى حين إفراغ الممرات المؤدية إلى الحافلة. وفور خروج اللاعبين رفض أغلبهم الرد على أسئلة الصحافيين باستثناء أربعة عناصر أجمعت على ضعف المردودية واعترفت بالهزيمة. وقال أحد اللاعبين الدوليين إن قرار المدرب بمنع اللاعبين من الاستفادة من فترة راحة في الدارالبيضاء، وإصراره على العودة إلى المركز الرياضي بالمعمورة فور انتهاء المباراة أمام الغابون، قوبل باستياء عارم من طرف اللاعبين. وسجلت نهاية المباراة حالات إغماء تدخلت الوقاية المدنية لنقلها إلى خيمة إسعاف أعدت لهذا الغرض، كما سجلت اعتقالات في صفوف مجموعة من المشجعين أغلبهم من القاصرين بعد تخريب زجاج أربع حافلات في حي البرنوصي، ووجود سكارى داخل الملعب وستة أشخاص من مروجي التذاكر في السوق السوداء.