عاش (ز.ش) وسط عائلة فقيرة تتكون من وأب و3 إخوة، في بيت بسيط بأحد الأحياء الشعبية بتيفلت. توفي والده عندما كان عمره لا يتجاوز السنتين، بينما ازدادت محنة الأم في توفير لقمة العيش لأبنائها وخرجت للبحث عن العمل، كان يجد صعوبة كبرى في متابعة الدراسة بسبب تدني مستواه الدراسي وعدم قدرة أمه على توفير متطلبات الدراسة من كتب وألبسة، وتنقلها الدائم بين عدة مدن، مما ساهم في انقطاعه عن الدراسة مبكرا. عمل (ز.ش) مساعدا لمهنيين في عدة حرف، قبل أن يعمل كلحام في مدينة طنجة، ثم عاد بعد ذلك إلى مدينة تيفلت وعند بلوغه سن ال18 استقر بإحدى الضيعات الخاصة بتربية الدواجن بضواحي مكناس، وكان يتقاضى 90 درهما يوميا ولم يكن يدري أن الخلافات الزوجية الحادة بينه وبين زوجته المريضة ستقوده إلى ارتكاب جريمة قتل في حقها. تعرف (ز.ش) بمدينة الخميسات على إحدى السيدات تكبره سنا وبعد أيام تزوج بها، وأجر بيتا للإقامة فيه معها، لكن الفارق الكبير في السن وعدم حصول التفاهم بينهما سرع بالطلاق. ولما حصل على عمل سنة 2012 في ضواحي مكناس تعرف على إحدى الفتيات بالضيعة التي كان يشتغل بها وطلب يدها من أمها، ولما تمت مراسيم الزواج اتفقا على أن تقيم زوجته مع أمه بمدينة تيفلت، لكن سرعان ما اشتدت الخلافات بين الزوجة والحماة مما جعله يأخذها إلى الدوار الذي يشتغل فيه ويكتري بيتا ليقيما به وبعد نحو سنة رزقا طفلة. الإخبار بحالة إغماء تلقت مصلحة الديمومة يوم 13 مارس الماضي، حوالي الساعة الواحدة صباحا، إشعارا من قاعة المواصلات مفاده أن سيدة تعرضت لمكروه تسبب لها في إغماء بأحد المنازل بحي الرشاد بتيفلت، وهو أحد الأحياء التي عرفت مؤخرا جريمتي قتل بشعتين، ما جعل عناصر الديمومة تنتقل، على وجه السرعة، إلى مكان الحادث حيث تم استقبالهم من طرف سيدة ادعت أنها صاحبة المنزل، ودلتهم على مكان وجود السيدة المغمى عليها في إحدى غرف المنزل مسرح الحادث، حيث وجدوها ملقاة على ظهرها ولا تحمل أية جروح أو آثار ضرب بحسب المعاينة الأولية بالعين المجردة لرجال الأمن. طلبت عناصر الديمومة سيارة إسعاف نقلتها إلى المستشفى المحلي بمدينة تيفلت لإعطاء الإسعافات الأولية، وبعد جمع بعض التحريات التحقت عناصر الأمن بالمستشفى، حيث تم إخبارهم من طرف أحد الأطباء أن السيدة فارقت الحياة. الاستماع إلى صاحبة المنزل بعد تأكد رجال الأمن من وفاة الضحية رجعوا إلى مسرح الحادث حيث فتحوا تحقيقا أوليا، إذ أفادت سيدة أنها صاحبة المنزل وأبدت رغبتها في إعطاء شهادة في الموضوع، وصرحت بأنها كانت حاضرة وقت وقوع الإغماء، موضحة أنه نتج عندما اشتد الخلاف بين الزوجين حول (ف.ز) وقام بركلها على مستوى البطن. وباستشارة مع النيابة العامة باستئنافية الرباط تم القبض على زوج الضحية ووضع تحت الحراسة النظرية، كما تم الاحتفاظ بالجثة في مستودع الأموات. بحث وتحقيق انتقلت فرقة المباحث التابعة للشرطة القضائية إلى المستشفى الإقليمي بتيفلت للبحث والتحري في ملابسات الحادث ومعرفة الدوافع الحقيقية لإقدام الزوج على استعمال العنف ضد زوجته «الضحية». وعند معاينة الجثة في مستودع الأموات تبين للعناصر الأمنية أنها تحمل جرحا طفيفا على مستوى الأنف. وبعد إنجاز تقرير في الموضوع، انتقلت الفرقة إلى مسرح الجريمة للاستماع إلى عدد من الشهود الذين كانوا حاضرين لحظة وقوع الحادث، من بينهم صاحبة المنزل مسرح الحادث، والتي أكدت في محضر قانوني أن (ش.ز) اعتدى على زوجته بالضرب بعدما اشتد الخلاف بينهما حول الطفلة القاصر (ف.ز) التي تبلغ من العمر 4 سنوات. الاستماع إلى زوج الضحية أكد (ز.ش) أن زوجته كانت تعاني من مرض القلب وكانت أجرت عملية جراحية قبل زواجها منه، وليلة الحادث طلبت منه مبلغا ماليا من أجل إجراء بعض الفحوصات الطبية التي دأبت على إجرائها متى اشتد بها المرض، وبما أنه لم يكن يتوفر على المبلغ المالي الذي طلبته منه طلب منها مهلة لتدبير الأمر، لكن الهالكة لم تستسغ جوابه وشكت في ذلك، ما جعلها تغادر المنزل في حالة نفسية مضطربة، وتوجهت إلى منزل صديقتها لقضاء الليلة عندها ثم غادرت تيفلت نحو الدوار الذي تقطن فيه أمها . وأضاف المتهم أنه اصطحب معه الطفلة (ف.ز) التي تستقر ببيت جدتها بعدما سافرت أمها إلى الديار السعودية من أجل العمل، وعند وصوله إلى منزل صديقة الضحية حاول فتح حوار مع زوجته الهالكة بغرض التأثير عليها لتغيير رأيها وإقناعها بالعودة إلى المنزل لكنها رفضت رفضا تاما وطلبت منه بالمقابل مبلغ 20 درهما ثمن تذكرة السفر إلى منزل والدتها، لكنه رفض من جديد مدها بالمبلغ المطلوب وأصر على أن تعود إلى المنزل. عنف وإغماء في غفلة من الطفلة (ف.ز) أمسكت الضحية بشعرها بطريقة عنيفة، وحاولت جرها نحو الأرض لكن الطفلة أفلتت من قبضتها، ما جعلها تحتمي بزوج الضحية، ولما صعب عليها مسكها أخذت تعنفها وتشتمها متوعدة إياها بأشد العقاب، وتدخل الزوج لمنع الضحية من الإمساك بالطفلة، ولما قاومته سدد لها ركلة على مستوى البطن ما تسبب لها في فقدان توازنها وسقطت مغمى عليها، أمام ذهول الحاضرين تم الاتصال بالشرطة التي حضرت إلى عين المكان ونقلت المغمى عليها لكنها فارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفى . الاستماع إلى الشهود لاستكمال البحث، تم الاستماع إلى والدة الظنين، فأكدت في تصريحاتها أنها كانت على خلاف دائم مع الهالكة التي طالبت زوجها بضرورة توفير بيت مستقل لها. وأكدت الطفلة (ف.ز) بحضور جدتها المتواصل أنها شاهدت واقعة الاعتداء على الضحية من طرف (ز.ش)، ما تسبب لها في السقوط على الأرض مغمى عليها. أما والدة الضحية فأكدت أن صهرها كان على خلاف شديد مع ابنتها وحماتها، وكان دائما ما يقوم بطردها من بيت الزوجية وهو السبب الذي أدى إلى الضرب المؤدي للوفاة. الإحالة على القضاء أحالت الشرطة القضائية التابعة للأمن المحلي بمفوضية الشرطة (ز.ش)، وهو من مواليد 1990، أب لطفلة، مهنته مساعد لمربي دواجن بضواحي مكناس يوم 15/03/2014 على محكمة الاستئناف بالرباط بتهمة الضرب المفضي إلى الموت دون نية إحداثه.