أياما قليلة بعد إعداد تقرير الأمين العام الأممي بان كي مون حول الصحراء، سارعت الرباط أول أمس الاثنين إلى تعيين عمر هلال سفيرا جديدا لها لدى الأممالمتحدة خلفا لمحمد لوليشكي الذي شغل المنصب منذ 2008، وأوضحت مصادر مطلعة أن الإسراع إلى تعيين هلال جاء بعد التقرير الكارثي الذي أعده الأمين العام للأمم المتحدة، الذي طرحت فيه من جديد مسألة مراقبة حقوق الإنسان، إلى جانب مواقف اعتبرها المغرب لا تخدم موقفه في الملف، من قبيل ملف حقوق الإنسان والحديث عن «تصفية الاستعمار» وهو ما يخدم موقف جبهة البوليساريو. وأكدت المصادر ذاتها أن بعثة المغرب لدى الأممالمتحدة لم تقم بالمجهود الكافي في إقناع مجلس الأمن بالموقف المغربي، مضيفة أن مضامين التقرير الأخير التي قدمها الأمين العام الأممي لأعضاء مجلس الأمن وأطراف الملف كانت مقلقة للمغرب، رغم المجهود الدبلوماسي الذي قام به المغرب من أجل التسويق للإصلاحات المهمة التي قام بها، والتي أثنى عليها بان كي مون في تقريره. وذكرت المصادر ذاتها أن السرعة التي تم بها تعيين الممثل الدائم الجديد للمغرب لدى الأممالمتحدة تظهر أن الوضع استعجالي، وأن عملا شاقا ينتظر الممثل الجديد من أجل إقناع أعضاء مجلس الأمن بالموقف المغربي الرافض لأي تنصيص على مسألة مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، على اعتبار أن البلاد تتوفر على آلية وطنية مهمة ممثلة في المجلس الوطني لحقوق الإنسان. واعتبرت المصادر ذاتها أن التقرير دفع بالملك محمد السادس إلى التدخل من خلال المكالمة الهاتفية التي جمعته بالأمين العام الأممي، والتي تم خلالها التركيز حسب ما كشف عنه الديوان الملكي على ضرورة الاحتفاظ بمعايير التفاوض كما تم تحديدها من طرف مجلس الأمن، إلى جانب الحفاظ على الإطار والآليات الحالية لانخراط منظمة الأممالمتحدة، وتجنب المقاربات المنحازة، والخيارات المحفوفة بالمخاطر، وهو ما يعني أن أي ابتعاد عن هذا النهج سيكون بمثابة إجهاز على المسلسل الجاري، ويتضمن مخاطر بالنسبة لمجمل انخراط الأممالمتحدة في هذا الملف.