انقلاب حقيقي يعيشه قطاع الإسمنت في المغرب، فبعدما تسربت بداية الأسبوع الجاري معطيات تفيد بوجود مباحثات من أجل الاندماج بين شركتي «لافارج» و«هولسيم»، طفت على السطح معلومات جديدة مؤكدة صدرت في بلاغ لشركة «إسمنت المغرب» تؤكد فيها أن الشركة تدرس، هي الأخرى، القيام بعملية اندماج مع شركة «بيتومار»، وهو ما يعني أن شركات الإسمنت بدأت تبتلع بعضها البعض من أجل مواجهة الأزمة. وحسب ما جاء في بلاغ «إسمنت المغرب»، الذي نشر على موقع بورصة الدارالبيضاء، فإن مجلس إدارة الشركة المجتمع يوم الاثنين الماضي قد ناقش اقتراحا بالاندماج مع شركة «بيتومار». وأكد المصدر ذاته أن المجلس صادق على المبادئ الأساسية لهذه الصفقة، والتي ستتيح ابتلاع «بيتومار» من طرف «إسمنت المغرب»، وذلك بأثر رجعي يعود إلى فاتح يناير 2014. ويرى الخبراء أن توجه شركات الإسمنت إلى ابتلاع بعضها البعض هو محاولة للخروج من الأزمة الطاحنة التي يعيشها القطاع، خاصة أن مبيعات الإسمنت تراجعت بنسبة 6.3 في المائة عند متم شهر دجنبر 2013 مقابل 1.6 في المائة خلال سنة 2012. ولم يختلف المنحى كثيرا خلال الشهور الأولى من السنة الجارية، حيث واصلت مبيعات الإسمنت تراجعها بنسبة 12.83 في المائة، لتستقر في حدود 1.02 مليون طن مقابل 1.17 مليون طن شهر يناير من سنة 2013. وترتبط أسباب هذا التراجع، حسب إحصائيات الجمعية المهنية لمصنعي الإسمنت بالمغرب، بانخفاض استهلاك مختلف الجهات المغربية، والذي تراوحت نسب تدنيه بين 4.1 في المائة و27.9 في المائة. وتوزعت مبيعات الإسمنت، التي سجلتها بداية السنة الجارية، بين جهة طنجةتطوان، والتي استهلكت جزءا كبيرا من هذه المادة الحيوية بقطاع البناء والأشغال العمومية، حيث ناهزت 122 ألفا و137 طنا مقابل 119 ألفا و452 طنا نهاية الشهر الأول من سنة 2013 بنمو نسبته 2.2 في المائة، متبوعة بجهة الدارالبيضاء بحوالي 119 ألفا و506 أطنان بدل 146 ألفا و136 طنا نهاية شهر يناير من سنة 2013 بتراجع نسبته 18.2 في المائة، في حين أتت الجهة الشرقية في الصف الثالث، بما مجموعه 117 ألفا و602 طنا عوض 122 ألفا و611 طنا سنة قبل ذلك، بتراجع نسبته 4.1 في المائة. وكانت شركتا «لافارج» و»هولسيم» أعلنتا عن نيتهما الاندماج من أجل مواجهة الظرفية التي يعيشها قطاع الإسمنت حاليا. وأصدرت الشركتان بيانا أعلنتا فيه إنهما في محادثات متقدمة للإندماج، وهي صفقة ستساعد الشركتين على تقليص التكاليف والديون وتحسين تكيفهما مع ارتفاع أسعار الطاقة وتراجع الطلب، الذي أثر على قطاع الإسمنت منذ بداية الأزمة الاقتصادية سنة 2008. وسيؤدي الاندماج، إذا ما نجحت المفاوضات بين الطرفين، إلى خلق شركة تصل قيمة أسهمها في السوق إلى نحو 55 مليار دولار. وحسب «لوفيغارو»، فإن الصفقة ستشهد طرح «هولسيم» عرضا لتملك «لافارج» يمكن دفعه بأكمله على شكل أسهم. وفي حالة نجاح ذلك سيكون مقر الشركة الجديدةسويسرا، ولكن سيكون لها مقر رئيسي للعمليات في كل من سويسرا وفرنسا.