في منتصف العقد الأول من الألفية الحالية تفتقت عبقرية السلطات العمومية في الدارالبيضاء عن فكرة جديدة مقتبسة من بعض المدن الأوربية، لإحداث سيولة في حركة السير والجولان وإدخال رونق جديد على شوارع وملتقيات المدينة سواء في مركزها أو المناطق المحيطة. الفكرة المذكورة تمثلت في إحداث مدارات طرقية، إلا أنه مع توالي السنوات تحولت هذه الفكرة إلى عذاب بالنسبة إلى العديد من السائقين، إذ أصبحت بعض هذه المدارات تعرف العديد من حوادث السير، كما أنها زادت من حدة الاكتظاظ في أوقات الذروة، وقال أحد المواطنين ل"المساء" "الأمر صعب جدا، فالقضية مرتبطة بعدم استيعاب مجموعة من السائقين لأسلوب التعامل مع هذه المدارات، فرغم وجود لوحات تؤكد على عدم وجود الأسبقية لدى السائقين، فهذا الأمر لا يتم احترامه من قبل البعض وهو ما يؤدي إلى فوضى عارمة في بعض هذه المدرات". مدار عزبان في منطقة ليساسفة، واحد من المدارات الجحيم في العاصمة الاقتصادية، ففي أوقات الذروة صباحا أو مساء يضطر السائقون في بعض الأحيان إلى الوقوف أزيد من 20 دقيقة إن هم أرادوا المرور من هذا المدار، ولأنه كان يحدث مجموعة من المشاكل تمت الاستعانة بخدمات إشارات المرور، وهو ما ساهم في تعميق محنة السائقين الذين يمرون منه. ما يقال عن مدار عزبان يمكن تعميمه على مجموعة من المدرات الأخرى، وقال مصدر ل"المساء" الفكرة لم تكن جيدة، وكان يجب قبل إحداثها توضيح طريقة التعامل مع هذه المدارات للرأي العام المحلي لكي يتم اجتناب ما تعيشه حاليا. وجود المدارات في الدارالبيضاء تزامن كذلك مع إحداث العديد من المحدودبات أو ما يطلق عليه اسم "دودان"، فهذه المحدودبات تثير استياء الكثير من السائقين في العاصمة الاقتصادية، لأن الطريقة التي أحدثت بها ليست في المستوى، حسب مصادر ل"المساء"، الذين يؤكدون أنها تتسبب في أعطاب تقنية كثيرة للسائقين، ودعا بعض مهنيي النقل ومنتخبين في مجلس المدينة إلى ضرورة اتخاذ قرار بهدم هذه المخففات وإعادة إنجازها بطريقة تقنية جيدة، واعتبروا أنه حان الوقت لإعادة إنجاز مخففات السرعة بطريقة تقنية لا تتسبب في وقوع أعطاب تقنية للسيارات، لاسيما أن الكيفية التي أنجزت بها تثير جدلا واسعا في مجموعة من مناطق الدارالبيضاء. وإذا كانت هناك أطراف تدعو فقط إلى إعادة إنجازها، فهناك من يرفع سقف مطالبه إلى هدمها بشكل كلي، كما هو الحال بالنسبة إلى مصدر نقابي من قطاع الطاكسيات، إذ قال ل"المساء" إن سيارات الأجرة تتخبط في خسائر كثيرة بسبب وجود مخففات السرعة، التي يطلقون عليها أوصافا كثيرة من قبيل "جبال توبقال" و"القبور". وكان مجموعة من المنتخبين في التجربة الجماعية السابقة طالبت العمدة محمد ساجد بضرورة وضع حد لإنجاز هذه المخففات، نظرا لعدم قانونيتها.