أظهرت أحدث نتائج فرز الأصوات في الانتخابات البلدية التركية استمرار تقدم حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة تقارب 47 في المائة، مقابل نحو 28 في المائة لأقرب منافسيه حزب الشعب الجمهوري، وذلك بعد فرز أكثر من 80 في المائة من الأصوات. وقد أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحقيق حزبه فوزا تاريخيا في الانتخابات، وقال «هذا يوم زفاف تركياالجديدة.. اليوم يوم النصر لتركياالجديدة.. 77 مليون شخص متحدون وإخوة». وتوعد خصومه بدفع ثمن الاتهامات التي وجهت لحكومته على مدار الأشهر الماضية، وأضاف «سندخل إلى أوكارهم وسترون.. آن الأوان لتطهيرها.. لن نسمح بعد اليوم بوجود دولة داخل الدولة، لكن سيكون هذا ضمن إطار القانون والدستور». وأوضح أردوغان مخاطبا الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا أمام مقر حزبه العدالة والتنمية في أنقرة احتفالا بالفوز، أن «الشعب أحبط المخططات الملتوية والفخاخ اللاأخلاقية»، متهما أطرافا داخلية «بالخيانة» وتهديد الأمن القومي التركي. وتظهر نتائج الانتخابات البلدية التركية تقدما ملحوظا لحزب العدالة والتنمية مقارنة مع نتائج انتخابات عام 2009، بينما استقرت النسب في كلتا الدورتين بالنسبة للأحزاب الأخرى. وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات أن بعض قلاع حزب الشعب الجمهوري -المعارض الرئيسي للحزب الحاكم- سقطت في يد العدالة والتنمية، ومنها أنطاليا وهاطاي وصمسون، بينما يجري السباق في محافظات أخرى محسوبة على حزب الشعب. وكان الأتراك قد بدؤوا أول أمس الأحد الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي يتنافس فيها 26 حزبا، وبدأ التصويت في 32 محافظة تركية لانتخاب مسؤولي البلديات ومخاتير القرى والأحياء. يشار إلى أن أردوغان يتهم فتح الله غولن -وهو عالم دين تركي كان حليفا له ويقيم الآن في الولاياتالمتحدة- بشن حملة تشويه ضده للإطاحة به، مستخدما شبكة من أنصاره في جهاز الشرطة لتلفيق قضية فساد له، وردا على ذلك استبعدت الحكومة الآلاف من رجال الشرطة. وفي الأسبوع الماضي وصلت الأزمة إلى مستوى جديد عندما سُجل اجتماع أمني سري على مستوى عال بشأن سوريا وبُث على موقع يوتيوب، لكن غولن ينفي أي دور له في هذا التسريب الأمني أو في التحقيق في مزاعم الفساد التي ظهرت خلال الأشهر الأخيرة.