كانت مكالمة هاتفية من فيصل لعرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، لسعيد أنيس، رئيس قطاع الرياضة، كافية لإعادة سعيد زدوق إلى الميكروفون بعد غياب دام عامين ونصف، تحمل المكالمة تعليمات واضحة حول ضرورة إسناد مهمة التعليق على المباريات الدولية للمنتخب الوطني، ودية كانت أو رسمية، إلى زدوق دون سواه من المعلقين. نفذ رئيس القطاع الرياضي بالتلفزيون تعليمات المدير العام، وربط الاتصال بسعيد ليبلغه بشرى العودة، التي تقبلها بدوره بصدر رحب، واعتبرها بمثابة عودة إلى ميكروفون غادره منذ مباراة المغرب ضد بوركينا فاصو سنة 2006. تقول مصادر من مقر التلفزيون، إن القرار الذي فاجأ العديد من الزملاء بالقناة الأولى، أملته رغبة المدير العام في تقديم منتوج مميز، خلال التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وإفريقيا، وأن رهانه على الجودة اقتضى الاستعانة بإسم له مكانته في عالم التعليق، ضمانا لفرجة أفضل. ولم يشمل القرار المباريات الرسمية بل امتد إلى المواجهات الودية، حيث من المقرر أن ينتقل زدوق مباشرة بعد انتهاء تعليقه على المباراة الرسمية بين المنتخبين المغربي والغابوني مساء السبت القادم، إلى البرتغال من أجل نقل أطوار المباراة التي ستجمع المنتخبين المغربي والأنغولي يوم فاتح أبريل، والتي ستنقلها القناة الأولى مباشرة ابتداء من الساعة الثامنة إلا ربع مساء. وكان من المقرر أن يسافر محمد زمان إلى البرتغال للتعليق على المباراة الودية، قبل أن يغير القرار كل شيء، فيما أعفي عبد الحق الشراط من سفرية الأردن التي كان قد رتب أوراقها وأعد العدة لنقل الوقائع المباشرة لبطولة العالم للعدو الريفي، كما عهد لحسن الحريري بإعداد وتقديم برنامج العالم الرياضي. وخلفت هذه القرارات ردود فعل إيجابية في أوساط المهنيين بالقناة، وقال سعيد أنيس رئيس القطاع الرياضي بالتلفزيون، في تصريح ل«المساء» إنه تلقى اتصالا هاتفيا في موضوع عودة زدوق إلى التعليق على المباريات الخاصة بالمنتخب الوطني المغربي، واتصل على الفور بالمعني من أجل إشعاره بالتعيين الجديد، وأضاف أن زدوق يعتبر قيمة مضافة للإعلام المرئي، مرحبا في الوقت ذاته بسعيد ضمن فريق العمل بالأولى بالنظر إلى تجربته الميدانية الطويلة. وأكد أنيس أن التعيين الجديد الذي أملته الإدارة العامة للشركة، لا يقلل من قيمة باقي المعلقين، مشيرا إلى دور القرار الصادر عن الإدارة العامة في تكريس مبدأ الاحترافية. من جهة أخرى أكدت مصادرنا أن زدوق سيستمر في إعداد وتقديم برنامجه الشهري «سمر رياضي» الذي يستضيف من خلاله مجموعة من رموز الرياضة المغربية، حيث ينهمك الآن في تسجيل حلقة جديدة ستبت يوم رابع أبريل، مع فاطمة الفقير زوجة المدير التقني للكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى عزيز داودة، باعتبارها أول امرأة مغربية شاركت في الألعاب الأولمبية، وأول مغربية نالت ميدالية إفريقية. وتلقى الرأي العام نبأ عودة زدوق إلى الميكرفون بارتياح شديد، لأنه يبعد التعليق عن النمط الخليجي من جهة، ولأنه يفضل أن ينحصر دوره في الوصف والتعليق على الوقائع، بدل تحويل النقل التلفزي إلى ندوات تعالج قضايا الكرة.قضايا الكرة.