اندلعت مواجهات قوية، صباح أمس، بمعبر «تاراخال» بسبتة، بين مغاربة من حاملي السلع المهربة، والسلطات الإسبانية، إذ تم إيفاد العشرات من عناصر الأمن، وإغلاق الحدود مؤقتا في وجه المواطنين، تفاديا لدخولهم إلى المغرب. سبب الاحتجاجات العارمة، يعود إلى رفض أمن وجمارك باب سبتة، من الجانب المغربي، قبول مرور حاملي رزم السلع الكبيرة عبر النفق المخصص لذلك، مما أجج غضب هؤلاء، ودخلوا في مواجهات مع قوات التدخل الخاص الإسبانية، فيما أعلنت حالة استنفار من الجانب المغربي بالنقطة الحدودية، وتم إنزال العشرات من عناصر القوات المساعدة. وقالت سيدة من حاملات السلع المهربة إن شطط كل من السلطات الإسبانية والمغربية، واستفزازها لهم أصبح أمرا لا يطاق، في الوقت الذي تنتفع فيه المدينة من الملايير من السنتيمات يوميا عبر التهريب إلى المغرب. وندد شاب آخر من المتعاطين للتهريب المعيشي باستدعاء السلطات الإسبانية قوات التدخل السريع لفض المواجهات بعد محاولة أكثر من 200 مغربي ومغربية اقتحام حدود «تاراخال» الإسبانية احتجاجا على ما يتعرضون له من مضايقات. وأصبح المعبر المذكور يتصدر وسائل الإعلام الدولية بسبب معاناة المغاربة من حاملي وحاملات السلع، وللاكتظاظ الكبير الذي يعرفه، بشكل غير مسبوق، مما يثير الشكوك حول الأسباب الحقيقية الكامنة من ورائه وما إذا كان ذلك محاولة غير مباشرة لإقناع المغرب بالقبول بالعمل بالمعبر الجديد الذي تم إحداثه مؤخرا، والذي يسعى إلى الحد من الاكتظاظ الكبير الذي تسببه طوابير حاملات وحاملي السلع المهرب من مخازن تاراخال إلى المغرب عبر معبر خاص بعيد عن أعين الفضوليين. ووعد المغرب سلطات مدينة سبتة بانطلاق العمل بهذا المعبر الخاص بالتهريب (تاراخال 2) نهاية الشهر الماضي، و»الشروع في حملة إعلامية لرعاياه من حاملي رزم السلع حول نوعية المنتجات المهربة والمعبر الذي عليهم سلكه دون الحاجة إلى وثائق جمركية».