عاش فتح الله ولعلو، عمدة مدينة الرباط، لحظات عصيبة صباح أول أمس، بعد أن حاصره مواطنون غاضبون داخل مقر مجلس المدينة، ليضطر إلى استعمال المصعد الخلفي للبلدية هربا من احتجاجاتهم. ووجد ولعلو نفسه بعد خروجه من قاعة الاجتماع، إثر رفع دورة المجلس لعدم اكتمال النصاب القانوني، مطوقا بعدد من سكان مقاطعة حسان الغاضبين من تعميم الأداء على ركن السيارات بعدد من الأزقة، حيث رددوا في وجهه شعار «ممفاكينش»، ولاحقوه وهو يسرع الخطى نحو المصعد الخلفي، بعد أن أخبرهم بأن القرار اتخذ بشكل قانوني. وبدت نرفزة واضحة على العمدة ولعلو، الذي عمد إلى استعمال يده لمنع أحد المواطنين من توثيق ما يجري بالهاتف النقال، قبل أن يضطر إلى استعمال المصعد الخلفي للإفلات من المواطنين الغاضبين من قرار سيجبرهم على دفع رسوم مقابل السماح لهم بركن سياراتهم أمام منازلهم أو محلاتهم التجارية. وقد تسبب هذا القرار في تبادل اتهامات، اشتعل على إثرها صراع مفتوح بين الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية بالمجلس، بعد اتهام القيادي في حزب المصباح عبد السلام بلاجي من طرف رئيس مقاطعة حسان إدريس الرازي باستغلال نفوذه، ومنصبه كنائب لعمدة مدينة الرباط لتوظيف ابنه في شركة «سيجي بارك» المكلفة بمواقف السيارات، التي تملك البلدية 51 في المائة من رأسمالها، فيما يعود الباقي إلى صندوق الإيداع والتدبير. وقال الرازي إن بلاجي «صرح خلال استقباله لعدد من سكان حسان أنني بعتهم بعد أن تم تمديد الأداء ليشمل 95 زنقة، علما أن هذا المقرر اتخذ بمجلس المدينة، وكان موقف مجلس مقاطعة حسان واضحا وهو التحفظ عليه». وأضاف الرازي «أنا أتساءل عن المقابل الذي بعت به السكان، خاصة أننا اكتشفنا أن من أطلق هذا الكلام استغل نفوذه ومنصبه قبل شهر لتوظيف ابنه في الشركة التي أصبحت تدار من طرف البلدية». وتوعد الرازي بكشف المزيد من الملفات، وقال: «الآن فضحت عملية التوظيف، وهناك مستشارون حضروا ورفضوا التوقيع لتفادي اكتمال النصاب القانوني، حتى لا يتم فضح المزيد من الملفات خلال الدورة». من جهته، نفى عبد السلام بلاجي بشكل مطلق أن يكون قد تدخل في عملية التوظيف، وقال في اتصال هاتفي مع «المساء» :»اذهب إلى مسؤولي الشركة واسألهم إن كان التوظيف تم بطريقة مشبوهة، وهل اتصلت بالشركة وهل تدخلت أو استغللت النفوذ». وأضاف «حين يكون لك ابن راشد سنه 24 سنة، ويبحث عن عمل، ومسجل في «لانابيك» هل ستفرض عليه عدم العمل»، مضيفا أن «الحديث عن استغلال نفوذي في عملية التوظيف لا يوجد وأنفيه بشكل مطلق». وكانت مصادر مطلعة قد أكدت ل»المساء» في وقت سابق حدوث أكثر من 10 توظيفات بشكل سري في نفس الشركة، بعد أن تم اعتماد لائحة أسماء مقربة من مستشارين ببلدية الرباط بناء على طلبات كتابية فقط انتهت بقبول أسماء بعينها، دون الحاجة إلى الإعلان عن مباراة، لضمان المساواة وتكافؤ الفرص.