اعتقلت الشرطة الأمريكية الملحق العسكري المغربي السابق بالسفارة المغربية بواشنطن وزوجته، ووجهت لهما تهمة الاتجار في البشر، بعد شكاية تقدمت بها خادمة منزله السابقة تتهمه فيها بالاستغلال الجنسي والحرمان من أبسط الحقوق البشرية واحتجازها لمدة ثلاث سنوات بالمنزل. ونقل الإعلام الأمريكي أن وزير العدل الأمريكي كشف أن الدبلوماسي المغربي السابق وزوجته رهن الاعتقال منذ أسبوع، بناء على شكاية من خادمتها السابقة التي اتهمتها بتعنيفها وسوء معاملتها وتتهم الزوج باستغلالها جنسيا. وكشفت إحدى القنوات الأمريكية أن عبد القادر أمال وزوجته هنية اعتقلتهما الشرطة ووجهت إليهما تهمة الاتجار في البشر، وهو ما قد يودي بهما إلى الاعتقال لمدة طويلة. وكشفت المصادر ذاتها أن الدبلوماسي شغل منصبا كبيرا في الجيش المغربي في فترة سابقة، كما شغل منصب ملحق عسكري بسفارة المملكة المغربية بواشنطن. وتقول الشرطة الأمريكية إن الدبلوماسي المغربي وزوجته حبسا خادمتهما المغربية أكثر من ثلاث سنوات بمنزلهما بولاية فرجينيا، وكانا يجبرانها على العمل أكثر من 60 ساعة في الأسبوع دون عطلة منتظمة، ودون رعاية طبية. وبدأت القصة سنة 2007، حين كانت الخادمة تشتغل بمنزل الدبلوماسي وزوجته في المغرب قبل أن يطلبا منها الانتقال برفقتهما إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل مضاعفة دخلها وهو ما وافقت عليه دون تردد، قبل أن تفاجأ بسوء المعاملة بعد انتقالها إلى بلاد العم سام. وكشفت الشرطة أن الخادمة روت لها أنه بعد وصولها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية صادر منها الدبلوماسي المغربي جواز سفرها، كما حرمها من الأجرة التي تم الاتفاق عليها. وكشفت الخادمة أنه وعدها ب400 دولار أمريكي للأسبوع وهو ما لم يلتزما به، بل في المقابل فرضا عليها ساعات طويلة من العمل المنزلي دون راحة. الخادمة التي تدعى «فوزية» تمكنت من الهرب، حسب رواية الشكاية، ولم يكن في حوزتها من المال إلا 9 آلاف دولار أمريكي وهي كل ما حصلت عليه كأجرة لأكثر من ثلاث سنوات، أي بمعدل 57 دولارا في الأسبوع فقط، بدل 400 التي وعدها بها. وفي تفاصيل الشكاية تكشف الخادمة أنها في إحدى المرات بصقت الدم بعدما استنشقت خطأ مادة منظفة، لكن زوجة الدبلوماسي رفضت أخذها إلى المستشفى بدعوى أن ذلك مكلف ماديا. ولم تتوقف الأمور عند سوء المعاملة، الاحتجاز، وطول ساعات العمل، بل امتد الأمر إلى الاستغلال الجنسي، حيث أبلغت الخادمة الشرطة أنها كانت تستغل جنسيا من طرف مشغلها الدبلوماسي السابق، بعيدا عن أعين زوجته، وتكرر الأمر عدة مرات.