دعا مواطنون يقطنون تجزئات سكنية حديثة العهد بالقنيطرة، زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، إلى فتح تحقيق عاجل حول مجمل الخروقات التي شابت إحداث هذه التجزئات، التي تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم، حتى أضحت، في نظرهم، شبيهة بالمقابر، مما كان له انعكاس سلبي على حياتهم. وطالب المتضررون، الوالي العدوي، بالقيام بزيارة تفقدية للعديد من التجزئات للوقوف عن كثب على الاختلالات التي تعرفها على مستوى البنيات التحتية والمرافق الحيوية والخدمات الضرورية، ورغم أنها تقع بالمجال الحضري لعاصمة الغرب، فإن سكانها مازالوا يشعرون وكأنهم يقطنون في قرى معزولة عن المحيط الخارجي، خاصة في ظل النقص الحاد في خطوط النقل الحضري التي تربطها بوسط المدينة ومناطقها الحساسة. وبحسب عرائض مذيلة بالمئات من التوقيعات، توصلت «المساء» بنسخة منها، فإن سكان تجزئة «الضحى» متذمرون من انعدام كلي لقطاع الخدمات الضرورية، وانقطاع شبه دائم للإنارة العمومية عن مختلف المسالك المؤدية إلى هذه التجزئة، التي لم يشفع لها موقعها الاستراتيجي من الاستفادة من المرافق الأساسية، إذ لا تتوفر المنطقة على مركز أمني أو مكتب بريد أو مستوصف صحي يلبي حاجيات الآلاف من سكان هذه التجزئة. وبتجزئة «لوفالون» التابعة لمؤسسة العمران، وجه عدد من أصحاب البقع الأرضية رسالة عاجلة إلى والي الجهة، يلتمسون منها التدخل الفوري، لفض الصعوبات التي يلاقونها منذ سنوات في الحصول على ترخيص بالبناء، بعدما رفض قسم التصاميم بالجماعة الحضرية تسليمهم هذه الرخصة، بمبرر عدم استكمال الأشغال المتعلقة بربط التجزئة بالإنارة والماء وتعبيد مسالكها. لكن المثير في هذا الملف، يؤكد المشتكون، أن القسم المذكور منح رخص البناء لبعض الأشخاص دون الآخرين بدعوى توفرهم على شهادة الهدم للبراكة، وهو ما اعتبروه خرقا سافرا لمبدأ المساواة بين المواطنين، وزادوا قائلين «إننا جميعا من ذوي الدخل المحدود، وأغلبيتنا أصبحوا مقهورين جراء واجبات الكراء التي يتحملونها في انتظار السماح لهم بالبناء لوقف نزيف هذه المعاناة». أما سكان تجزئة «بئر الرامي الجنوبية»، فقد وجهوا شكايتهم إلى عزيز رباح، رئيس مجلس المدينة، ووزير التجهيز والنقل، ينتقدون فيها التهميش الذي يطال مطالبهم بشأن الإنارة العمومية المنعدمة بجل أحياء التجزئة، وهو ما يعرض حياتهم وحياة أبنائهم لخطر حقيقي، ويهدد استقرارهم النفسي والجسدي، خاصة في غياب الأمن. وأضاف المشتكون»إن كانت التجزئة حديثة العهد بالبناء، فقد كان من الأحرى أن تتوفر على المرافق الضرورية والبنيات التحتية اللائقة بالكرامة الإنسانية، لكن للأسف، جل الطرق والأزقة في حالة جد سيئة، تكلفنا وتكلف أبناءنا الكثير من العناء في التنقل من وإلى مقر سكنانا، كما أن قلة المرافق الصحية والاجتماعية تضر بمصالحنا وتعرض أبناءنا لمختلف أنواع الانحراف».