أشاد مسؤولون ورجال أعمال أمريكيون بالاستقرار الذي ينعم به المغرب، ومناخ الأعمال الذي يشجع على الاستثمار في البلاد، وجعله بوابة نحو الدول الإفريقية، وأرضية لتوسيع الاستثمارات في القارة السمراء. وأكد سكوت إيزنر، نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية، في افتتاح أشغال الدورة الثانية لمؤتمر تنمية الأعمال المغربي الأمريكي، صباح أمس في الرباط، أن المغرب أرضية جيدة لتوسيع الأعمال في القارة الإفريقية، إذ سجل أن انعدام الاستقرار الاجتماعي يشكل عائقا للاستثمار، لكن المغرب عمل مجهود كبيرا في هذا المجال، وهو أرضية مستقرة قد تجعله سفيرا اقتصاديا للبلدان المحيطة به». ومن جهته سجل محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، أن المغرب يلتزم بأن يتشارك مع الولاياتالمتحدة في مناخ جيد للأعمال، وأن يكون ليس فقط أرضية من أجل الإنتاج والتصدير، لكن أن يعمل مع إفريقيا والاتحاد الأوربي والشرق الأوسط، من أجل تعاون مثمر وتضامن حقيقي. وأوضح الوزير أن التزام المغرب ينبني على الاستقرار السياسي، والإصلاحات التي قام بها مما جعله نموذجا في المنطقة، ومشيرا إلى أن الهدف من تطوير هذه العلاقات الاقتصادية بين المغرب والولاياتالمتحدة هو مزيد من الاستثمارات الأمريكية في المغرب، خاصة في ظل جو الأزمات الاقتصادية التي يمر منها العالم. وأكد بوسعيد على الأهمية التي يحظى بها هذا الملتقى لتطوير القطاع التجاري والاستثمارات بين البلدين، خاصة في الوقت الذي قام فيه الملك محمد السادس بزيارة إلى عدد من الدول الإفريقية، وأيضا تنظيمه قبيل انعقاد القمة – الأمريكية. وفي السياق ذاته سجلت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن «رجال الأعمال المغاربة يؤمنون بأن المغرب يمكن أن يكون بوابة لإفريقيا، ولهذا يجب دراسة هذه الفرص من خلال مشاريع مشتركة، إذ سيكون المغرب أرضية للصادرات والاستثمارات، ومشيرة إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد العام وغرفة التجارة الأمريكية يشكل بداية شراكة وتعاون مثمر. ومن جانبه قال طود شوارتز، ممثل مكتب التجارة والأعمال بوزارة الخارجية الأمريكية، إن المغرب قام بجهود كبيرة لتقريب البلدين على مستوى الأعمال والتجارة، غير أنه على المغرب والأمريكيين والملايين من الأفارقة أن يعملوا أكثر، ويبذلوا المزيد من الجهود لتوسيع الخدمات والأعمال. وأكد المسؤول الأمريكي بدوره على أن المغرب يتوفر على استقرار جيد، وهناك «الطرق والسكك الحديدية وغيرها من البنيات التحتية، لكن لا يجب الارتياح لما تم تحقيقه، بل يجب أخذ المنافسة الآسيوية بجد، لأن النجاح يحتاج لمزيد من الالتزام والتعاون، ونتوقع أن نعمل أكثر مع رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين المغاربة، لتحسين مناخ الأعمال، وتوسيع الاستثمارات وجعل المغرب قبلة لرجال الأعمال». ويشكل عقد هذا اللقاء بشكل منتظم، أحد أهداف الشق الاقتصادي في الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة، كما يشكل إطارا مناسبا لاستغلال الفرص الجديدة، من أجل إقامة مشاريع مشتركة بقطاعات ذات قيمة مضافة عالية. وتتمحور أشغال هذه الدورة بشكل خاص حول تعزيز المبادلات التجارية وتقوية الاستثمارات، والنهوض بالشراكة بين المغرب والولاياتالمتحدة لتحقيق تنمية اقتصادية بإفريقيا .