في أول قرار مثير للنقاش والجدل، وبعد أسابيع قليلة من تعيينه على رأس إقليم معروف بحرارته السياسية والاجتماعية، أقدم عامل إقليمسيدي إفني الجديد، صالح دحا، على إعفاء محمد الوحداني، رئيس بلدية سيدي إفني، الذي تم تبليغه بالقرار العاملي نهاية الأسبوع المنصرم عبر مفوض قضائي. وقد خلق القرار ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض. ويقضي القرار بمعاينة الاستقالة من المهام والعضوية بالمجلس البلدي للمدينة إثر فقدان الأهلية الانتخابية لكل من محمد الوحداني رئيس المجلس البلدي، وأحمد بوفيم النائب الثاني للرئيس، وعبد المالك الإدريسي المستشار بنفس البلدية. كما يستند على الأحكام الصادرة في حق الرئيس إبان أحداث السبت الأسود بسيدي إفني، وعلى القانون المتعلق باللوائح الانتخابية العامة وعمليات الاستفتاء واستعمال وسائل الاتصال السمعي البصري العمومية خلال الحملات الانتخابية والاستفتائية. وفي تعليقه على قرار العزل، أوضح سبع الليل، الناشط الحقوقي والمعتقل السابق على ذمة أحداث السبت الأسود، أن ما يحدث بسيدي إفني «عبث ما بعده عبث، وأن حصاده لن يكون سوى رياح عاصفة»، مضيفا أنه بعد «تجريد محمد عصام من صفته كبرلماني عن إقليمسيدي إفني، هاهو قرار آخر يقضي بإعفاء محمد الوحداني من صفته كرئيس لبلدية سيدي إفني. الرجلان معا من مؤسسي السكرتارية المحلية إفني آيت باعمران ومن رموزها الذين دفعوا ثمنا باهظا من أجل مدينة سيدي إفني وآيت باعمران. وهما معا انتخبا ديمقراطيا بشكل غني عن كل المزايدات، وقد أدينا في قضية يدرك الجميع، بما فيها الجهات التي اتخذت القرارين، أنها قضية سياسية صرفة». واستطرد المتحدث نفسه قائلا إن «الأمر لا يتعلق بقرارات قانونية اتخذت في إطار دولة الحق والقانون وفي ظل حكومة تباشر الإصلاح والتغيير، ولا تحابي في القانون أحدا»، بقدرما يتعلق بوجود «جهات داخل الدولة (لم يشر إليها بالاسم) لها حساباتها وأجندتها الخاصة، التي لا تصب إطلاقا في اتجاه حل المشاكل وإنما في اتجاه تأزيمها، والتي تصطاد في الماء العكر، ولها حسابات بعيدة كل البعد عن مصلحة البلاد، ومن يزرع الرياح يحصد العواصف، ولو بعد حين»، يضيف سبع الليل. يذكر أن مسيرة نسائية خرجت ليلة أول أمس الأحد للتنديد بقرار عزل رئيس المجلس البلدي لمدينة سيدي إفني، وتجريد محمد عصام من مهمته البرلمانية، وغيرهما من المستشارين المدانين على خلفية أحداث السبت الأسود بسيدي إفني.