يبدو أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لم يعد قادرا على تحمل الانتقادات الموجهة إليه، رفقة قيادة الحزب، من الداخل، حيث قرر خلال اجتماع للمكتب السياسي للحزب مساء الاثنين الماضي عرض عدد من الأسماء الغاضبة من طريقة تدبيره للحزب على اللجنة التأديبية، في أفق طردها منه. وأكدت مصادر من داخل الحزب أن الأمر يتعلق بعضو المكتب السياسي محمد بوبكري، الذي يقاطع اجتماعات المكتب منذ فترة طويلة، والقيادي النقابي وأحد رموز الحزب الطيب منشيد، الذي يشغل في نفس الوقت عضوية اللجنة الإدارية المنبثقة عن المؤتمر التاسع للحزب، إضافة إلى أعضاء آخرين، منهم جواد بنعيسى، وكلهم محسوبون على تيار الانفتاح والديمقراطية، الذي يقوده رئيس الفريق البرلماني للحزب بمجلس النواب أحمد الزايدي. واعتبرت مصادر الجريدة أن الكاتب الأول للحزب أصبح يمارس ما يمكن أن يطلق عليه «الإرهاب الفكري» ضد خصومه ومن يخالفونه الرأي داخل الحزب، «فكيف يمكننا أن نصمت عن تغيير بنية الحزب، وأن نكون شركاء في الجريمة حتى يرضى عنا لشكر ومن معه؟ وإذا قررت اللجنة التأديبية الدخول على الخط، فإن أول من يجب أن تستمع إليهم هو لشكر نفسه، من أجل ما تم في المؤتمر السابق، من تدخلات خارجية وجهت أصوات المؤتمرين»، تضيف المصادر. وكان البيان الصادر عن اجتماع المكتب السياسي للحزب قد أشار إلى وجود مجموعة من «السلوكات والتصرفات المنافية للقوانين وأخلاقيات العمل السياسي»، والصادرة عن مجموعة من أعضاء الحزب، «وهو ما استدعى فتح المسطرة التأديبية في حق هؤلاء، استنادا إلى مجموع الوثائق التي يتشكل منها ملف المخالفات المسجلة من طرفهم في حق الحزب» يضيف بلاغ الحزب، الذي أكد أن المكتب السياسي يدعو جميع هياكل الحزب إلى تحمل مسؤولياتها، طبقا للقوانين والأنظمة الحزبية، معلنا أنه سيتولى تنفيذ القوانين، عندما لا تقوم الأجهزة المخولة بذلك. وأكد البيان أن أي حديث باسم الحزب، خارج الهياكل الشرعية المنتخبة، المنصوص عليها في قوانينه، يعتبر إخلالا وانتهاكا، سيتم التعامل معه بالحزم اللازم، مشيرا إلى أن كل هذه الإجراءات تهدف إلى صيانة الحزب وحمايته من أي ممارسة قد تمس سمعته، أو تضرب وحدته وتلاحمه.