في أول رد فعل على حادث استهداف الجيش الجزائري لجنود مغاربة على الشريط الحدودي المشترك بين البلدين، كشف مصدر مطلع أن حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق أعلنت، أول أمس، على الحدود الشرقية للمغرب، بعد حادث إطلاق النار الذي تعرض له العسكريون المغاربة العاملون بمركز المراقبة المغربي آيت جرمان، التابع لإقليم فجيج. وأوضح المصدر ذاته أن القوات المسلحة كثفت وجودها على طول الشريط الحدودي، الذي أصبحت تحرسه عناصر من نخبة القوات المسلحة الملكية عوض القوات المساعدة، التي كانت مسؤولة عن تأمين الشريط الحدودي مع الجزائر في وقت سابق. ومن جانبه، أكد عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن إمكانية تطور الأمور على الجبهة الشرقية إلى نزاع عسكري تبقى قائمة، بعد استفزازات الجيش الجزائري التي تكررت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، والتي وصلت إلى حد استهداف نقطة حدودية للقوات المسلحة الملكية. وأوضح مكاوي في تصريح ل»المساء» أن المغرب أصبح يأخذ التهديدات الجزائرية بجدية كبيرة، وهو ما أجبره على الدفع بقواته المسلحة التي كانت متمركزة في تازة وكرسيف، وخاصة القوات البرية الأكثر خبرة وحنكة في القتال، إلى الحدود الشرقية. وأشار مكاوي إلى أن الجزائر تعيش اليوم وضعا غير مستقر، وهو الأمر الذي جعل الدوائر العربية تتوقع أنها قد تذهب إلى نزاع مسيطر عليه مع المغرب لخدمة أغراض سياسية داخلية تتعلق بالسيطرة على الرأي العام، معتبرا أن التجارب السابقة أظهرت أن الجزائر كلما مرت بمحطات تخص مسارها إلا وتلجأ إلى خلق عدو خارجي من أجل تصريف أزماتها الداخلية. واعتبر مكاوي أن التحضيرات التي قامت بها الجزائر، أخيرا، تثير الشكوك، خاصة بعد أن قامت بحفر خندق كبير مكهرب على طول الحدود وتم ملؤه بالبترول، وبعد إنجاز صفقة لاقتناء رادارات متطورة لمراقبة الأشخاص والحيوانات بمبلغ وصل إلى 4 ملايير دولار، تم وضعها على الحدود الشرقية مع المغرب وعلى الحدود المشتركة مع ليبيا. وذكر مكاوي أن هناك خطا ساخنا بين السلطات المغربية والجزائرية لمعالجة مثل هذه المشاكل الطارئة كحادث إطلاق النار على النقطة الحدودية المغربية، الذي وقع أول أمس الاثنين، مضيفا أن الجزائر تعتبر حوادث إطلاق النار على المغاربة على الشريط الحدودي الرابط بين البلدين أمرا مبررا، وهذا ما أدى إلى انتشار نوع من السهولة في الضغط على الزناد من طرف حرس الحدود الجزائريين، دون مراجعة القيادات المسؤولة، وعملية إطلاق النار على الحدود تمثل سلوك الجيش الجزائري منذ الاستقلال. واعتبر مكاوي أن الحدود المشتركة مع المغرب تعد الجبهة العسكرية الجزائرية الأكثر تسليحا، حيث أعطى قائد المنطقة العسكرية الخامسة أوامره للجنود بإطلاق النار على المغاربة، كانوا مدنيين أو عسكريين، وقد وقعت حوادث كثيرة ذهب ضحيتها مغاربة، معتبرا أن المغاربة الذي يقطنون بمنطقة فجيج أصبحوا محرومين من استغلال 40 ألف نخلة استولى عليها الجيش الجزائري ولم يسمح لأصحابها باستغلالها.