تدخلت عناصر الأمن التابعة لولاية أمن سطات، معززة بالسلطات المحلية، ظهر الجمعة الماضي، لفك حصار ضربه مجموعة من طلبة الماستر بجامعة الحسن الأول بسطات، على السيارة الخاصة التي كانت تقل وزير التعليم العالي والبحث العلمي لحسن الداودي، والذي كان في مهمة تنصيب المدير الجديد للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير. وفي الوقت الذي كان فيه الطلبة ينتظرون خروج الداودي من المدرج الرئيسي، بعد انتهاء أشغال التنصيب من أجل عرض مطالبهم مباشرة عليه، وخاصة المتعلقة منها بمنح السلك الثالث، واستفساره عن معايير توزيع هذه المنح، حاولت عناصر الأمن، معززة بالسلطات المحلية، تطويق حركة الطلبة الاحتجاجية من أجل فسح المجال لمغادرة الوزير للمؤسسة الجامعية، وهو ما أجج غضب الطلبة، الذين شرعوا في ترديد شعارات طالبوا من خلالها الوزير بالتراجع عن القرار الوزاري القاضي بخصم قسم من المنح التي تخص طلبة السلك الثالث، وبإيفاد لجنة للتحقيق في ما أسموه اختلالات تشوب السير العادي لجامعة الحسن الأول، وزاد احتدام النزاع حينما وقع اشتباك بين رجال الأمن والسلطات المكلفة بحماية الوزير وبعض الطلبة، الذين أصروا على الوصول إلى سيارة الوزير وعرض مطالبهم على أنظاره، وهو التدخل الذي أدى إلى سقوط اثنين من الطلبة أرضا أمام سيارة الداودي، وتدخلت عناصر الأمن لسحب طالب آخر ارتمى خلف سيارة الوزير لمنعه من مغادرة المؤسسة قبل الاستماع إلى مطالب المحتجين. واستنكر عبد الغني التاغي، الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي فرع سطات، ما أسماه محاولة استفزاز الطلبة الذين كانوا يحتجون على الوزير من أجل التراجع عن القرار «الجائر» في حقهم، والذي يمس الوضعية الاجتماعية للطلاب، وذلك بإقصاء الطلبة من الاستفادة من منح سلك الماستر، منددا بسلوك الوزير الذي نهج من خلاله سياسة صم الآذان بعدم فتحه حوارا مع الطلبة، ومشيرا إلى أن الوقفة الاحتجاجية تروم المطالبة بالتدخل الفوري للوزارة الوصية من أجل تحسين وضعية الطلاب الاجتماعية، والاستغناء عن القرار الوزاري القاضي بخصم قسم من المنح التي تخص طلبة السلك الثالث، وكذلك مطالبة الوزير بإيفاد لجنة للتحقيق في الخروقات التي تمس جامعة الحسن الأول بسطات. وفي سياق متصل، اعتبر متتبع للشأن الطلابي أن ما أقدمت عليه المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير من إجبار طلبة السنة الأولى على ضرورة حضور حفل تعيين المدير الجديد عبد العزيز فسوان، نوعا من» الحكرة»، وذلك بعدما شددت إدارة المدرسة من خلال إعلان لها، تتوفر «المساء» على نسخة منه، على ضرورة حضور جميع الطلبة، خاصة منهم طلبة السنة أولى لحفل التنصيب، بالرغم من تزامن الحفل مع فترة الامتحانات الاستدراكية، وزاد المتتبع المذكور أن إدارة المدرسة لم تكتف بمجرد الإعلان، بل أشعرت الطلبة من خلال إعلانها أنها ستراقب عملية حضورهم حفل التنصيب عبر مراقبة ورقة الحضور.