هاجم سكان من دوار الغربية التابع لجماعة الحوزية بالجديدة، مساء الأربعاء، قطارا دهس شابة في عقدها الثاني وحولها إلى أشلاء، إذ رشقوه بالحجارة وحطموا أغلب زجاج نوافذه، كما حاصر السكان، وخاصة أسرة الضحية، جثة الفتاة ومنعوا عناصر الوقاية المدنية من نقلها إلى مستودع الأموات، وتجمهر العشرات من سكان الدوار المذكور والدواوير المجاورة فوق السكة الحديدية احتجاجا على تكرار الحوادث بهذا المقطع السككي الذي حصد أرواحا أخرى قبل هذا الحادث، بينها تلميذان ورجل مسن. وامتنعت أسرة الهالكة عن تسليم جثتها إلى حين حضور ممثلي وسائل الإعلام والمسؤولين للوقوف على مدى خطورة هذا المقطع، الذي طالبوا بتجهيزه بقنطرة لعبور الراجلين حماية لهم من مخاطر القطار. ولم يتم رفع الحصار عن الجثة إلا بعد حوالي ست ساعات، بعد محاولات عديدة لعناصر الدرك والسلطات المحلية لإقناع أسرتها بتسليمهم أشلاء جثة الهالكة. وحسب إفادات شهود عاينوا الحادث، فإن سائق القطار كان له دور كبير في تأجيج الاحتجاجات بعد أن استفز الساكنة بحركة وصفت ب«اللاأخلاقية»، أثارت غضب الساكنة التي صبت جام غضبها على القطار الذي كان مملوءا بالركاب الذين عاشوا لحظات رعب جراء الحجارة التي تهاطلت عليهم من كل جانب وبلغت داخل المقصورات، وأكد شهود أن القطار صدم الفتاة الحاصلة على الباكالوريا والحديثة الخطوبة، أثناء عبورها السكة الحديدية، حيث كانت تحمل وجبة غذاء لأخيها الذي كان يقوم ببعض الأنشطة الفلاحية بالضفة الأخرى للسكة قبل أن يباغتها القطار ويحولها إلى أشلاء متناثرة. وأكد نفس الشهود أن القطار الذي كان قادما من مدينة البيضاء لم يتوقف وتابع طريقه إلى محطة الجديدة، لكن سائقه فوجئ بهجوم الساكنة عليه أثناء عودته للقيام بالرحلة الموالية من الجديدة إلى البيضاء، الأمر الذي اضطر سائقه للتوقف الاضطراري، إلا أن تعمد سائق القطار تناول وجبة غذاء ببرودة دم أمام سكان المنطقة الغاضبين وإبدائه عدم اكتراثه بالحادث، زاد من حدة غضب شباب المنطقة، الذين اعتبروا حركات السائق استفزازا لهم فقاموا برشق القطار بكل أنواع الحجارة قبل أن يعود أدراجه إلى محطة الجديدة.