خرجت احتجاجات تلاميذ ضد برنامج «مسار» عن سلميتها لتتحول إلى تخريب ومواجهات دامية بين عدد المحتجين والأطر التربوية بكل من قلعة السراعنة وإقليمالحوز. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء» فإن تلاميذ بثانوية «بئر أنزران» بتحناوت، نواحي مراكش، دخلوا في مناوشات مع مدير الثانوية، مما جعلهم يعبرون عن غضبهم أثناء الاحتجاج على برنامج «مسار» بتكسير الطاولات وتخريب بعض المرافق والممتلكات داخل المؤسسة التعليمية المذكورة. وقد رفع المحتجون شعارات ترثي وضع التلميذ المغربي، وتطالب بإعادة النظر في البرنامج، الذي تقدمت به وزارة التربية الوطنية، قبل أن تتحول إلى احتجاجات على بعض الأطر العاملة بالمؤسسة التعليمية المذكورة. وفي الوقت الذي اعتبر فيه بعض التلاميذ أن «شطط» سلطة بعض المسؤولين والأطر التربوية بثانوية «بئر أنزران» هو الذي أشعل نار الغضب، وجعل بعض المحتجين يخرجون الاحتجاجات عن سلميتها، قال مصدر مسؤول بالمؤسسة التعليمية المذكورة إن القائمين على الشأن التعليمي والتربوي عمدوا إلى ضبط الاحتجاجات، من خلال فتح حوار مع بعض التلاميذ، لكن بعض «الخارجين» قاموا ببث شرارة الغضب لدى بعض المتظاهرين، والقيام بتخريب بعض ممتلكات المؤسسة من طاولات ولافتات. وأوضح المصدر ذاته أن الشعارات التي رفعها المحتجون لم تهم برنامج «مسار»، بل تطرقت إلى بعض المسؤولين التربويين، حيث قام التلاميذ برفع شعارات تتضمن كلمات نابية في حق القائمين على الشأن التعليمي بالمؤسسة. وبمؤسستي المولى إسماعيل، وتساوت التأهيليتين بمدينة قلعة السراغنة، تحولت احتجاجات التلاميذ من تظاهرات ضد برنامج «مسار» إلى أعمال تخريب لممتلكات المؤسستين التعليميتين. وأوضحت مصادر مطلعة أن التلاميذ الغاضبين، وقبل أن يخرجوا إلى الشارع للاحتجاج والتعبير عن رفضهم لبرنامج «مسار» قاموا بتخريب بعض الممتلكات، وعاثوا في أرجاء المؤسسة التعليمية فسادا، حيث قاموا بتكسير بعض أبواب الأقسام الدراسية، وكذا السبورات، إضافة على كتابة عبارات مسيئة للشأن التعليمي. وتظاهر المئات من التلاميذ بثانوية تملالت التأهيلية، وثانوية الرحالي الفاروقي بالعطاوية، الذين خرجوا في مسيرة ضخمة، جابت شوارع المدينة الهادئة، رددوا خلالها شعارات تطالب ب «إقبار» برنامج «مسار» وإصلاح الشأن التعليمي. ونفذ المئات من تلميذات وتلاميذ ثانوية واركي الإعدادية والتأهيلية الموجودة بتراب جماعة واركي قيادة الصهريج إقليمقلعة السراغنة، ما أسموه ب «يوم الغضب»، بعد أن ساروا في مسيرة ضمت أكثر من 700 تلميذ، قطعوا خلالها حوالي 7 كيلومترات مشيا على الأقدام، قبل أن يصلوا إلى الثانوية الإعدادية والتأهيلية ابن سينا بالصهريج، حيث احتشد المئات من التلاميذ. وقد حاول عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة وقف مسيرتهم، لكن غضب التلاميذ حال دون ذلك ليصلوا إلى إعدادية الصهريج، لتنتهي المسيرة بعد أن قامت السلطات المحلية ومدير ثانوية ابن سينا التأهيلية بالصهريج بتشكيل لجنة مكونة من التلاميذ المحتجين لفتح حوار حول مطالب الغاضبين، المتمثلة أساسا في بناء أقسام كافية، وسور يحمي المؤسسة، وتجهيز الأقسام والمختبر والخزانة، وبناء المراحيض.