عبر سكان دواوير تنزارت وتاغيلاست المنتمية لقبيلة بني يعلا بجماعة تنشرفي القروية، الواقعة تحت النفوذ الترابي لدائرة العيون الشرقية بإقليم تاوريرت، عن رفضهم القاطع لمنح إحدى الشركات التي حطت الرحال بمنطقتهم رخصة استغلال مناجم تاغيلاست لاستخراج النحاس والرصاص، وإقصاء مقاولة ابن البلدة الذي كان يشغل أبناء المنطقة. وأجج الوضع الجديد غضب سكان المنطقة وفجر احتجاجاتهم التي انطلقت، صباح أول أمس الأربعاء، بتنظيم وقفة احتجاجية أمام منجم «تفرسين»، الذي تستغله شركة «أمين أوباكومبني» التي منحت رخصة التنقيب واستخراج النحاس والرصاص والحديد من المنطقة، ورفعت شعارات مطالبة بإلغاء الرخصة الممنوحة للشركة، لكونها لا تحترم الظهير الشريف المنظم للمعادن بالمغرب، حسب المحتجين، وتنفيذا للحكم القضائي الصادر بإلغاء هذه الرخصة التي منحتها إياها السلطات الولائية بوجدة بقرار من الوالي السابق. وتحولت الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها حوالي 100 فرد من أبناء المنطقة أغلبهم شباب، إلى مسيرة مشيا على الأقدام، انطلقت من أمام مقر جماعة عين الحجر القروية بضاحية مدينة العيون الشرقية، في اتجاه مقر ولاية الجهة الشرقية وجدة، حيث كان السائرون مصممين على قطع أكثر من 70 كيلومترا، على أن تستقر مسيرتهم هناك للتعبير عن غضبهم وإيصال رسالتهم المتمثلة في رفضهم إعدام مصدر رزقهم بعد الاستغناء عنهم في الاشتغال بالمناجم التي توجد بمنطقتهم. وأشار المحتجون إلى أنهم كانوا يشتغلون في المنجم لما كانت تستغله مقاولة تابعة لأحد أبناء الدوار يدعى «فوزي متوكل»، قبل أن تنتزع منه بغير وجه حقّ وتفوّت ضدا على القانون والوضع الاجتماعي المزري للسكان، لشركة «أمين أوبرا كومبني» وأول عمل قامت به هو الاستغناء عن أغلب العمال من أبناء المنطقة وتعويضهم بعمال آخرين من خارج الجهة الشرقية، دون مراعاة أحقيتهم في منطقتهم، ولا وضعية التهميش والعزلة وانعدام فرص الشغل التي تتميز بها . وحوصرت المسيرة الغاضبة من طرف قوات الأمن العمومي من أفراد القوات المساعدة ورجال الشرطة وعناصر الدرك الملكي، بالقرب من دار الطالبة عند المدخل الجنوبي لمدينة العيون الشرقية في اتجاه مدينة جرادة، في الوقت الذي دعت لجنة من السلطات المحلية ممثلة في باشا مدينة العيون ورئيس دائرة العيون وقائد قيادة مستكمار، المحتجين إلى جلسة حوار أسفرت عن إيقاف المسيرة وطلب إيفاد لجنة ممثلة للسكان لعقد لقاء يجمعهم بعامل إقليم تاوريرت والمقاول فوزي متوكل، من أجل إيجاد مخرج للمشكل والتوافق على حلّ يرضي الجميع.