نظم أزيد من 150 شخصا من سكان دواوير تنزارت وتاغيلاست، بجماعة تانشرفي القروية التابعة لدائرة العيونالشرقية الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم تاوريرت، صباح أول أمس الأربعاء، مسيرة احتجاجية في اتجاه ولاية الجهة الشرقية، لتبليغ ما أسموه «رسالتهم التظلمية» إلى والي الجهة الشرقية وطلب تدخله لإنصافهم ورفع الحيف، والظلم الذي طالهم، «بعد انتظار طويل وتسويف متواصل للسلطات المحلية والإقليمية والتنكر للوعود التي قطعتها على نفسها المتعلقة بربط الدواوير بشبكة الكهرباء». وانطلق السكان الغاضبون، وأغلبهم شباب، في مسيرة صارخة، في حدود التاسعة صباحا، من دوار تاغيلاست الواقع على بعد حوالي 30 كلم عن مدينة العيونالشرقية، في اتجاه مدينة وجدة التي تبعد بحوالي 90 كيلومترا، حاملين الأعلام الوطنية، مرددين شعارات ضد التهميش الذي يقولون إنهم يعانون منه من قبيل: «لا ضو، لا سبيطار .. بني يعلا في القفار»، مطالبين بربط دواويرهم بشبكة الكهرباء وفك العزلة عن منطقتهم وتوفير أدنى شروط الحياة الكريمة. والتزم منظمو المسيرة بالمشي على الأقدام على طول الطريق الرابطة بين مدينة العيونالشرقية وجرادة، قبل الزحف نحو مدينة وجدة بعد أن قطعوا مسافة 35 كيلومترا، وحرصوا على ألا تشل مسيرتهم حركة السير، لكنهم هددوا بالتصعيد في حال قيام السلطات المحلية والأمنية بعرقلة تحركاتهم الاحتجاجية السلمية، بعد استقدام أفراد من القوات المساعدة من تاوريرت، وحضور مسؤولين أمنيين وأعوان سلطة رفقة عناصر من الدرك الملكي تحسبا لأي تطورات محتملة. وبعد 6 ساعات من المشي على الأقدام وقطع مسافة 35 كلم، وصل المحتجون، في حدود الثالثة والنصف مساء، إلى المدخل الشرقي لمدينة العيونالشرقية بالقرب من باحة الاستراحة «النخيل»، وباشرت السلطات المحلية بمدينة العيونالشرقية، ممثلة في رئيس الدائرة وقائد أحواز العيون، مفاوضات مع السكان المحتجين انتهت بإيقاف المسيرة، بعد أن تم الاتفاق على تشكيل لجنة من خمسة أشخاص تمثل السكان لاستقبالها من طرف عامل إقليم تاوريرت بمقر العمالة والاجتماع بالمسؤولين من أجل إيجاد حل لهذه الوضعية، رغم أن الصفقة المرتبطة بكهربة الدواوير المعنية بالأمر قد أبرمت، على أن تنطلق الأشغال من طرف المقاولة صاحبة المشروع في القريب العاجل. وعرفت المنطقة خلال الأشهر الماضية مجموعة من الأشكال الاحتجاجية المطالبة بفك العزلة عن الدواوير وتوفير الماء الشروب والكهرباء والطرقات. ويعاني سكان دوار سيدي موسى وأولاد خلوف بتراب جماعة مشرع حمادي بدائرة العيونالشرقية من صعوبة الحصول على الماء الصالح للشرب، في ظل مسالك وعرة وتضاريس جبلية مستحيلة العبور وانعدام طريق معبدة تربط دوارهم بباقي الدواوير وبالطريق المعبدة المؤدية إلى سيدي ميمون.