رفضت جامعة تصريف الأعمال التي يقودها عبد الله غلام، تعيين مدرب رسمي لقيادة المنتخب الوطني لكرة القدم، لكنها قررت بالمقابل في اجتماع لمكتبها الجامعي يوم الجمعة الماضي، أن توجه الدعوة لكل من الهولندي بيم فيربيك والمدربين المغربيين حسن بنعبيشة وعبد الله الإدريسي لعقد لقاء لبحث إمكانية إسناد مهمة قيادة المنتخب الوطني لهم بشكل مؤقت، في المباراة الودية المقررة في شهر مارس المقبل، إذ تتجه جامعة غلام لإسناد المهمة لفيربيك، على أن يتولى كل من بنعبيشة والإدريسي مهمة مساعدين له في مهامه. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبحدة، هو هل يبدو مقبولا تعيين مدرب لمباراة واحدة، و أليس في ذلك استخفافا بالمسؤولية، وبما ينتظر المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015 التي ستجرى بالمغرب؟ و أليس في ذلك هدرا للوقت؟ ثم هل سيقبل مدرب كفيربيك أن يقود المنتخب الوطني لمباراة واحدة، إذا لم يكن العقد الذي يربطه بالجامعة ينص على ذلك؟ ولماذا كل هذا الإصرار لدى غلام وفريق عمله على عدم تعيين مدرب رسمي للمنتخب الوطني؟ ألا يعني ذلك أن هناك جهة من الخلف تفتي عليه ما يمكن أن يقوم به، وتحدد له السقف الذي لا يمكن أن يتجاوزه؟ وألا يكشف هذا الأمر أن العبث مازال يلقي بظلاله على جامعة الكرة وعلى طريقة تدبيرها، وعلى الكثير من الجوانب داخلها؟ وإذا كان الفهري «هرب» من الجامعة بسبب التقرير المالي، أليس من العيب أن تستمر سياسة الفهري؟ وهل من المقبول اليوم أن يستمر التشاور مع فوزي لقجع في الكثير من الأمور، رغم أن انتخابه ألغي بقرار من الفيفا؟ إن الجامعة تصر على تكرار نفس الأخطاء، وعلى تضييع الكثير من الوقت، وكأنها لم تستفد من تجربة «التركيبة الرباعية» وبعدها تجربتي البلجيكي إيريك غيريتس ثم رشيد الطوسي. مازالت الجامعة لم تدرك أن الوقت عامل مهم، وأن كاس إفريقيا للأمم على الأبواب، وأنها بهذا العبث تساهم بقصد أو بغير قصد من حرمان المنتخب الوطني من شروط الإعداد الجيد، وتضع مستقبل مشاركته في نهائيات المغرب 2015 على كف عفريت. نأمل أن يتم تدارك الموقف بشكل سريع، فمازال هناك أمل لإعداد المنتخب الوطني، لكن الاستمرار في الأخطاء نفسها قد يحول كأس إفريقيا 2015 إلى «مأساة» أبعدها الله عنا وعنكم.