وصل الوضع الداخلي لحزب العدالة والتنمية بمدينة سلا إلى مستوى غير مسبوق من التوتر والاحتقان على خلفية نتائج إعادة انتخاب رئاسة مقاطعة تابريكت، التي مكنت حزب الأصالة والمعاصرة من انتزاع رئاسة القلعة الانتخابية ل«البيجيدي». وكشفت مصادر مطلعة أن أسماء بارزة في قيادة الحزب عبرت عن استيائها الشديد من الطريقة التي تم بها تدبير ملف انتخابات المقاطعة، بعد أن تلقى حزب المصباح لكمة قوية من غريمه حزب الأصالة والمعاصرة، بقفاز تم منحه بشكل مجاني من خلال تقديم استقالة غير محسوبة العواقب، من رئاسة المقاطعة التي تعد الدائرة الانتخابية لرئيس الحكومة. ووصلت درجة الاحتقان في صفوف العدالة بالمدينة حد المطالبة بعقد جمع استثنائي لإقالة المسؤولين عن النكسة التي عرفها الحزب، بعد أن ضغطت الكتابة الإقليمية في وقت سابق على جامع المعتصم من أجل تقديم استقالته من رئاسة المقاطعة، بدعوى ضرورة احترام العمل الجماعي، بعد أن سجل تغيبه المتكرر عن المقاطعة نتيجة انشغاله بمهامه المتعددة، ومنها رئاسة ديوان رئيس الحكومة. وخرجت الانتقادات الشديدة، التي عبر عنها عدد من مستشاري ومنتسبي الحزب، من الاجتماعات الداخلية والكواليس إلى العلن، حيث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى وسيلة لبعث رسائل قوية إلى قادة الحزب من أجل العمل على احتواء حالة التوتر الشديد، الذي أعقب طريقة تدبير إعادة انتخاب رئيس المقاطعة، حيث سيجد بنكيران نفسه مضطرا إلى التدخل لحل الإشكال القائم، بناء على عريضة يجري الإعداد لتوقيعها بحكم أن مدينة سلا تدخل ضمن المدن الست التي يخضع فيها تدبير التحالفات والعمل الجماعي لمتابعة من قبل الأمانة العامة. ووفق ما أكدته مصادر مطلعة، فإن جامع المعتصم، الذي قدم استقالته من رئاسة المقاطعة ومن منصبه كنائب أول لعمدة مدينة سلا، كان قد حذر من الثمن السياسي الذي قد يدفعه الحزب جراء تقديم استقالته قبل وقت قصير من موعد الانتخابات الجماعية، وأكد على ضرورة وجود إعداد يضمن احتفاظ حزب العدالة والتنمية برئاسة المقاطعة، قبل أن يجد هذا الأخير نفسه معزولا ويحصد هزيمة قاسية، بعد أن حسم حزب الأصالة والمعاصرة رئاسة المقاطعة لصالحه بفارق كبير