فقد حزب العدالة والتنمية رئاسة مقاطعة سلا تابريكت، التي تعتبر المعقل الانتخابي لعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ومن الغرائب أن يفوز برئاستها غريمه حزب الأصالة والمعاصرة. وحصل مرشح التراكتور العربي السالمي على 27 صوتا مقابل 17 لبهاء أكدي مرشح العدالة والتنمية الذي كان وصيف وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجماعية الأخيرة. ويذكر أن جامع المعتصم، رئيس ديوان عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، قدم استقالته يوم الثالث من الشهر الجاري من مجلس مدينة سلا حيث كان يشغل نائبا للرئيس ومن رئاسة مقاطعة سلا تابريكت، وذلك بحجة عدم قدرته على المواءمة بين العضوية في المجلسين وبين رئاسة ديوان رئيس الحكومة. وبفوز العربي السالمي برئاسة مجلس مقاطعة سلا تابريكت يكون البام قد سيطر على ثلاث مقاطعات بسلا وهي تابريكت وبطانة واحصاين ويكون بنكيران قد تلقى ضربة قاضية في معقله الانتخابي. وتمكن البام من الفوز برئاسة المقاطعة المذكورة بعد أن تحالف مع مستشاري الحركة الشعبية وجبهة القوى الديمقراطية وحزب الاستقلال، في حين لم يتمكن حزب العدالة والتنمية من نسج تحالفات مهمة باستثناء استقطاب بعض المستشارين الرحل. وفشل حزب البيجيدي في تكوين تحالفات تمكنه من رئاسة المقاطعة بعد أن ساءت علاقته بالأحزاب السياسية الممثلة في المقاطعة حيث ظهرت النزوعات الهيمنية لديه منذ اليوم للرئاسة. وتطرح استقالة المعتصم من رئاسة المقاطعة أكثر من علامة استفهام حيث لم يقدم استقالته من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الذي دخله مباشرة بعد خروجه من السجن والذي يدر دخلا محترما وتعويضات لا بأس بها. لو قدم جامع المعتصم استقالته في بداية توليه رئاسة ديوان بنكيران لوجدنا له عذرا. لكن للتوقيت قيمة كبيرة في الحكم على الشيء. ويبدو أن المعتصم يسابق الزمن من أجل أن يفلت بجلده بعد التطورات التي يعرفها مسار الحزب في السياسة وبعد أن أشعل النار في كل شيء ولم يعد من الممكن السكوت عن قادته خصوصا عن واحد ما زال خروجه من السجن غامضا غموض الصفقة التي أخرجته من الزنزانة إلى المجلس الاقتصادي.