بعدما ظن المغاربة أن الأغلبية والمعارضة قد تخلتا مطلقا وإلى غير رجعة عن قاموس حديقة الحيوان الذي طبع مسار هذه الحكومة، إلى درجة أن رسامي الكاريكاتور أصبحوا يختزلون الزعماء السياسيين في التمساح والحمار والفيل.. عاد عبد الإله بنكيران وحميد شباط، في نهاية هذا الأسبوع، إلى تخوين و»تفسيد» بعضيهما. أول أمس السبت، أومأ بنكيران، أمام مستشاري حزبه، إلى شباط ب«رمز من رموز الفساد على المستوى الوطني، جيء به ووضع على رأس حزب سياسي من أجل إسقاط الحكومة». بنكيران وعوض أن يقدم ما يدل على فساد شباط، استمر على عادته في توزيع الكلام، ومن هذا الكلام أنه قال في إشارة إلى شباط: «عندما فشل في إسقاط الحكومة ، لم يتبق له سوى الكلام، وعليكم ألا تخافوا من كلامه لأنه شخص فاقد للمصداقية».. شباط، وكنوع من توارد الخواطر بينه وبين رئيس الحكومة، سوف يتبادل معه، في تجمع بالقنيطرة، «عبارات الفساد»، حيث سماه بالاسم: «بنكيران من أكبر حماة الفساد والمفسدين في هذه البلاد.. أجهز على جميع الحقوق والمكتسبات». وإذا كان الغريب في تصريحات بنكيران هو أنه لم يقدم إلينا أي دليل سوى الكلام وهو يصف شباط بكونه «لم يتبق له سوى الكلام».. فإن الغريب والسوريالي في تجمع أمين عام حزب الاستقلال هو أنه أسند مهمة تسيير التجمع الذي وصف فيه بنكيران ب«أكبر حماة الفساد» إلى عبد الله الوارثي، المحكوم عليه بعقوبة حبسية في ملف مرتبط بالفساد الانتخابي. هل نجازف حين نقول إن الميوعة السياسية استفحلت، وإنه يجب إعلان حالة طوارئ سياسية، يبعد بموجبها هؤلاء الساسة ويؤتى بأناس عاقلين؟!