جرت، مساء أول أمس، مراسيم حفل تنصيب عز الدين الميداوي، رئيسا جديدا لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، والذي ترأسته كل من سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، وزينب العدوي، والي جهة الغرب، وسط حضور مكثف لعناصر القوات العمومية، بسبب احتجاجات خاضها مجموعة من الطلبة في عين المكان. واستقبل مناضلو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ذي التوجه اليساري، بنخلدون والعدوي، والوفد المرافق لهما، بشعارات قوية تدين استمرار اعتقال خمسة من زملائهم بسجن «العواد»، من أجل التجمهر والعصيان والتحريض عليه، واستعمال العنف ضد القوات العمومية، نتج عنه إراقة دم وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة، على خلفية الأحداث التي عرفتها الجامعة أخيرا. واتخذ الطلاب الغاضبون مكانا غير بعيد عن مدرج حفل التنصيب بكلية العلوم، لتنظيم وقفة احتجاجية، رفعوا خلالها صور المعتقلين، ولافتات تجسد الملف المطلبي للمتظاهرين، كما رددوا هتافات وصل صداها إلى مسامع المدعوين لهذا الحفل، وهو ما دفع مسؤولي مختلف الأجهزة الأمنية إلى إعلان حالة استنفار في صفوف عناصر التدخل، وتشديد الإجراءات الأمنية، بعد ورود أخبار غير مؤكدة عن اعتزام الطلبة اقتحام المدرج. وبدت الوزيرة سمية بنخلدون، غير آبهة بالاحتجاجات المشتعلة في الخارج، إذ خصصت كلمتها التي ألقتها بالمناسبة، للإشادة بكفاءة عز الدين الميداوي وتكوينه العالي، وقدرته على إثبات أحقيته بمنصب رئيس جامعة ابن طفيل، بالنظر للتجربة التي راكمها خلال مسيرته المهنية. كما دعت في الوقت نفسه، إلى تكثيف الجهود والتنسيق بين كافة المتدخلين، قصد تنمية أداء الجامعة المغربية وتحسين مردوديتها، وجعلها تتماشى مع متطلبات سوق الشغل. وشددت الوزيرة على أهمية البحث العلمي وما يتطلبه ذلك من تأهيل وتقوية البنية التحتية والقدرة الاستيعابية وتطوير التأطير البيداغوجي، بما يخدم الأوراش الكبرى والأهداف المسطرة على المستوى الوطني، مبرزة المساعي التي تبذلها وزارتها قصد تطوير المنظومة التعليمية وبناء مجتمع المعرفة. الوالي زينب العدوي، جددت من جهتها التأكيد، على أهمية الاستثمار في العنصر البشري وتكوينه والرفع من مؤهلاته المعرفية وتطوير قدراته، حتى يكون قادرا على المساهمة في تنمية جهة الغرب الشراردة بني احسن، التي اعتبرتها «جهة واعدة تزخر بمؤهلات في جميع الميادين»، وأضافت «يجب أن نكون في مستوى التحدي الذي ينتظر هذه الجهة عبر بلورة جهة اقتصادية كرافعة للتنمية، أساسها النوعية والفعالية والعطاء لصالح المواطن والمصلحة العامة».