كشفت مصادر موثوقة أن البرنامج المعلوماتي «مسار» الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية في عملية مسك وتدبير نقط امتحانات الدورة الأولى من السنة الجارية، أدى إلى ارتباك كبير في إعداد نتائج الامتحانات في معظم المؤسسات التعليمية، مؤكدة أن المغرب مقبل على أطول دورة في التاريخ المدرسي بسبب الاختلالات التي يعاني منها هذا البرنامج. وقالت المصادر ذاتها ل»المساء»، إن الأعطاب المستمرة التي أصابت البرنامج المعلوماتي «مسار» خلال الأيام القليلة الماضي، دفعت بعض المديرين إلى المبيت في المؤسسات التعليمية من أجل إكمال عملية مسك النقط، مشيرة إلى أن المذكرات المنظمة للتقويم بالأسلاك التعليمية تفرض إدخال جميع النقط قبل نهاية الشهر الجاري، في الوقت الذي مازال فيه البرنامج المعلوماتي يعاني من اختلالات، ويكون في غالب الأحيان خارج التغطية. وأكدت المصادر نفسها أن وزارة التربية الوطنية لم تراع قدرات المدراء أو الأساتذة المساعدين في مسألة التعامل مع البرنامج المعلوماتي الجديد، إذ يجد المدير نفسه مجبرا على إدخال آلاف المعطيات والنقط الخاصة بالمراقبة المستمرة بطريقة يدوية، نظرا إلى أن برنامج «مسار» لا يتيح نسخ ولصق لوائح النقط بشكل كلي، مضيفة أن البرنامج يسقط، كذلك، أغلب الأرقام الوطنية لتلاميذ الثانويات، ويلزم إدخالها ثانيا عن طريق التحديث القسري للبرنامج. أما بالمدارس الابتدائية فإن أرقام التسجيل القديمة تسقط ولا يعتد بها، ويغيرها بأرقام مولدة أوتوماتيكيا، مما لا يوفر إمكانية إدخال النقط والنتائج مباشرة عن طريق استعلامات تقنية SQL، ويجعل المتعامل مع البرنامج يغرق في دوامة ومتاهة البحث عن التلميذ في لائحة الفصل وإدخال المعدلات والمعطيات يدويا. من جهتها، اعتبرت وزارة التربية الوطنية أن برنامج «مسار» يندرج في إطار إدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في المنظومة التربوية، وتطوير آليات وأساليب عمل الإدارة التربوية، وتعزيز دور الحكامة في النظام التربوي، وضمان مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ، من خلال التتبع الفردي لكل تلميذة وتلميذ، سواء من طرف الأساتذة أو آبائهم وأمهاتهم. وقالت الوزارة إن عملية مسك وتدبير نقط المراقبة المستمرة جرت هذه السنة باستعمال منظومة «مسار» المعلوماتية، وذلك وفق مقتضيات المذكرات المنظمة للتقويم بالأسلاك التعليمية الثلاثة، والتي مكنت الإدارات التربوية للمؤسسات التعليمية إلى حدود 23 يناير 2014، من مسك ما يزيد على 35 مليون نقطة، موضحة أن المنظومة الجديدة ستمكن الآباء والأمهات من ولوج البوابات الإلكترونية للمؤسسات التعليمية ومعرفة مواعد فروض المراقبة المستمرة واستعمالات الزمن الخاصة بأبنائهم، وكذا الحصول على النتائج الدراسية لبناتهم ولأبنائهم وتتبع تحصيلهم الدراسي في أفق تحسين آدائهم. وأضافت الوزارة أن منظومة «مسار» ساهمت في مرحلتها الأولى، في تدبير العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي منذ شهر يونيو 2013، وفي مسك المعطيات الخاصة بالتلميذات والتلاميذ، وتدبير عمليات التسجيل وإعادة التسجيل والانتقال الفردي أو الجماعي للتلاميذ وعمليات التوجيه، وكذا في تدبير البنية التربوية وتكوين الأقسام. كما واكبت في مرحلتها الثانية، تدبير جميع العمليات المتعلقة بتقييم التلاميذ منذ نونبر الماضي.