نفذ أرباب شاحنات نقل الرمال بفجيج، بداية الأسبوع الجاري، إضرابا عن العمل، وعمدوا إلى ركن شاحناتهم أمام مقر الجماعة الحضرية ومقر الباشوية، ورفعوا لافتة كتب عليها "استجابة لضغط الساكنة يضرب أرباب الشاحنات ردّا للجميل وبسبب تلكؤ تلبية مطالب البلدة"، احتجاجا على تأخر انطلاق المشاريع وعدم تلبية مطالب الساكنة التي تم الاتفاق عليها عقب الاحتجاجات الشعبية العفوية العارمة التي شهدتها المدينة منذ سنة. ويأتي هذا الحراك بعد أيام قليلة على الذكرى الأولى للاحتجاجات التي شهدتها المدينة خلال شهر دجنبر 2012، والتي انطلقت بنفس الخطوة لسائقي الشاحنات قبل أن يلتحق بهم التجار في إضراب عام، لتلتهب المدينة وتخرج ساكنة فجيج برجالها ونسائها وأطفالها في انتفاضة دامت أكثر من أسبوع تميزت بوقفات ومسيرات وحلقات احتجاجية. ولاحتواء الوضع، عقد رئيس الجماعة الحضرية وباشا المدينة، صباح اليوم نفسه، اجتماعا مع لجنة الحوار دام حوالي ساعتين، ذكر خلالها ممثلو السكان بمطالب السكان الملحة، والمتمثلة في ضرورة توفير الخدمات الإدارية المحلية اللائقة، رافضين الحديث عن تمركزها في بوعرفة أو في يد مسؤول واحد، وتوفير خدمات صحية في المستوى المطلوب وتوفير قسم للولادة ومختبر للتحاليل وانطلاق المشاريع المبرمجة. وتضمن الملف المطلبي، كذلك، تشغيل الشباب والعاطلين حاملي الشهادات عبر الإنعاش الوطني وإحداث تجزئات سكنية في إطار السكن الاجتماعي كما في باقي المدن المغربية لفائدة ضحايا فيضانات 2008 ومحاربة السكن الصفيحي، والاهتمام بالبنية التحتية للمدينة، وتزفيت جميع الطرقات ومراقبة عملية الترصيف والتزفيت ومدى استجابتها للمعايير المعمول بها، والتفكير في وضع قنوات أو مسالك لصرف مياه الأمطار وفقا لدراسة منطقية، ثم فك العزلة والتهميش عن بعض أحياء المدينة مثل قصر لعبيدات والحمام الفوقاني وخلاّلة وبغداد، وإنجاز قناطر داخل المدينة وعلى مجموعة من الوديان التي تعزل المدينة أثناء الفيضانات . فض المحتجون إضرابهم واستأنفوا عملهم بموافقة لجنة الحوار عقب اجتماع أعضائها، مساء نفس اليوم، في انتظار ردّ السلطات الإقليمية والمنتخبة على ملفهم المطلبي وهدد ممثلو السكان، في نفس الوقت، بسلوك أشكال نضالية غير مسبوقة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، تبدأ بإضراب عام للتجار ثم نزول الساكنة إلى الشارع.