كشفت مصادر دبلوماسية أن المبعوث الأممي كريستوفر روس حاول إقناع المسؤولين الجزائريين بجدوى ترك جبهة البوليساريو وحيدة في طاولة المفاوضات مع المغرب، وهو ما جعل لقاءاته بالمسؤولين الجزائريين باردة وخالية من أي تقدم. وذهبت المصادر ذاتها إلى أن زيارة روس الأخيرة إلى الجزائر كانت زيارة باردة وخالية من أي إشارات تقدم بعدما حاول روس إقناع الجزائر بأن تترك جبهة البوليساريو وحيدة في مفاوضاتها مع المغرب، وهو ما لم يرق للمسؤولين الجزائريين. وأكدت المصادر أن السمة الأبرز، التي من المتوقع أن تطغى على كل تحركات المبعوث الأممي هي السرية التامة بخصوص محادثاته، سواء المعلنة عنها في وسائل الإعلام أو غير معلنة التي تقوده إلى دول أوربية قريبة من النزاع. ولم تلق زيارة روس أي صدى في الصحافة الجزائرية اللهم إشارات مقتضبة لمحادثته مع الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، الذي التقاه بعد تعذر لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفيلقة بسبب مرض الأخير. وبعد الجزائر حل روس بمخيمات تندوف حيث استقبله محتجون من شباب المخيمات يطالبون مسؤولي الجبهة بتحسين ظروف عيش سكان المخيمات، في الوقت الذي فرض الجيش الجزائري مراقبة لصيقة على الشاحنات التي تدخل إلى المخيمات بعد تصاعد روائح فساد بعض مسؤولي الجبهة، الذين يتاجرون في المساعدات الإنسانية التي تأتي للساكنة. وجاءت مبادرة المبعوث الأممي للتهييء لمفاوضات مباشرة بين المغرب والجبهة الانفصالية، دون حضور دول الجوار، بناء على مقترحات لفرنسا وإسبانيا. وكشفت المصادر ذاتها أن المبعوث الأممي انتقل أكثر من مرة إلى فرنسا وإسبانيا في زيارات غير معلنة من أجل التشاور حول المقترحات التي سيقدمها لكل طرف من أطراف الصراع. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت الجزائر في بيان أخير على دعمها للجهود المبذولة من أجل إيجاد حل سياسي، وهو ما اعتبر سابقة في تاريخ النزاع، بعدما اعتادت الجزائر الانحياز للجبهة الانفصالية.