لفظت مهاجرة سابقة أنفاسها الأخيرة، صبيحة أول أمس السبت، بقسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بسطات، متأثرة بمفعول مبيد للحشرات الذي كانت تناولته بمنزل أسرتها بدوار الجدودة جماعة دار الشافعي بني مسكين الغربية دائرة البروج قبل أسبوع. وكانت الضحية التي تبلغ من العمر 21 سنة، متزوجة وأم لطفلة، قد عادت إلى المغرب للاستقرار بمنطقة بني مسكين، ويوم الحادث استيقظت في الصباح الباكر وتوجهت إلى إحدى الغرف بمنزل أسرتها، وفجأة سمع الزوج صراخ زوجته تطلب النجدة، ولما عاين الأمر أيقظ أفراد عائلته وأشعرهم بالواقعة، فتم نقل الضحية إلى المستوصف المحلي بدار الشافعي حيث تلقت الإسعافات الأولية ووجهها الممرض المداوم إلى مستعجلات مستشفى سطات، حيث تم وضعها بقسم العناية المركزة وبقيت هناك لمدة زادت عن الأسبوع إلى أن توفيت أول أمس السبت، وموازاة مع ذلك فتحت عناصر الدرك الملكي بحثا في الموضوع لمعرفة ظروف وملابسات الحادث. وتنضاف حالة الانتحار هذه إلى مجموعة من الحالات التي بات يعرفها الإقليم، والتي كان آخرها إقدام فتاة على رمي نفسها من الطابق الثاني بمدينة سطات، وكانت فعاليات المجتمع المدني، من جهتها، قد دقت ناقوس الخطر، مطالبة بتدخل الجهات المسؤولة ووضع حد لنزيف الانتحارات وسط مختلف الفئات العمرية والمستويات الثقافية عن طريق تناول سم الفئران أو شنق النفس، مشددة على إعطاء الأولوية للطب النفسي وتقديم الدعم للجمعيات الناشطة في هذا المجال للقيام بعمليات التحسيس والتوعية في صفوف المواطنين، خاصة منهم الذين يعيشون أزمات واضطرابات نفسية، مع وضع هؤلاء تحت المراقبة الطبية وتوفير الأدوية بالمجان، ومراقبة بيع المواد السامة كمبيد الفئران والحشرات.