أحبطت عناصر الدرك الملكي بمعية السلطات المحلية بشاطئ سيدي الوافي بجماعة «ميراللفت» بسيدي إفني، محاولة للهجرة السرية على متن قارب تقليدي، تورط فيها قرابة عشرين شابا، قدموا من مختلف نواحي المملكة. وحسب مصادر الجريدة، فإن أغلب المهاجرين السريين ينتمون إلى مدن فاس ومكناس وعدد من مدن الداخل، وبناء على إخبارية من أحد البحارة المتواجدين بالمنطقة، فقد تم توقيف خمسة مرشحين للهجرة السرية، فيما لاذ الأفراد الآخرون بالفرار في جنح الظلام، ولم يعلم لحد الآن ما إذا كان الموقوفون أو الهاربون وقعوا ضحية نصب واحتيال من قبل شبكة متخصصة في الهجرة السرية، أم أن الترتيبات الجارية لنقلهم إلى الضفة الأخرى مقابل أموال طائلة باءت بالفشل في مهدها، ومن المنتظر أن تكشف التحقيقات الجارية عن مزيد من المعطيات المرتبطة بعملية التهجير، خاصة وأن التسريبات تفيد بأن الشبكة تنشط بالمنطقة منذ مدة غير يسيرة، ولها علم بالطرق البحرية المؤدية إلى ديار الغربة، كما أنها تستعين بخدمات اثنين من شباب المنطقة، لايزال البحث جاريا عنهما. وتأتي هذه العملية الجديدة، بعد أيام من الذكرى الأولى ل«فاجعة لانزاروتي» التي ابتلع فيها البحر سبعة من أبناء سيدي إفني كانوا ينوون الهجرة إلى إسبانيا على متن قارب خشبي قبل أن تدهسهم البحرية الإسبانية ويظل مصير العديد منهم مجهولا إلى حدود اليوم، وفي الذكرى الأولى احتجت عائلات ضحايا «لانزاروتي» أمام مقر البرلمان بمدينة الرباط، للمطالبة بضرورة الكشف عن مصير أبنائها، والكشف في الآن نفسه عن مصير التحقيق الذي قالت المصالح المعنية إنها فتحته منذ الإعلان عن الفاجعة. وكان عدد من النشطاء بسيدي إفني، قد حملوا، منذ مارس الماضي مسؤولية غرق سبعة من أبناء المدينة للدولة الإسبانية، مطالبين باعتذار رسمي من قبلها، كما طالبوا بتعويض أهالي الضحايا، وفتح تحقيق نزيه في الحادث المأساوي، ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة المتعمدة، خاصة بعد نشر قناة «كادينا سير» شريط فيديو يَظهر فيه كيف دهس ربان خفر السواحل الإسباني قارب مهاجري الكرامة البعمرانيين ببرودة دم قصد إغراقهم وبنية القتل العمد، وبعد استيقاظ الدبلوماسية المغربية من سباتها العميق وطفو سلسلة من المستجدات على السطح. يذكر أن القنوات الاسبانية فجرت في مارس الماضي، فضيحة كبرى ببثها شريط فيديو يكشف اصطدام قوات خفر السواحل لقارب الهجرة السرية بسيدي إفني بشكل مباشر، كما عمدت قناة الجزيرة في نفس اليوم إلى تخصيص حيز من نشرتها المغاربية (الحصاد المغاربي) لهذا الشريط. في حين التزمت وسائل الإعلام العمومية الصمت المطبق، وهو ما خلف استياء كبيرا لدى عموم المواطنين وسكان المدينة الذين واكبوا الحادث عبر الإعلام الأجنبي والصحافة الورقية المستقلة والمواقع الإلكترونية الإخبارية.