تستعد المديرية العامة للأمن الوطني في سنة 2014 لإطلاق نظام جديد للتعريف القضائي عبر الصور، وقالت مصادر مطلعة إن الانتهاء من تعميم نظام بطاقات التعريف البيومترية سوف يتبعه إطلاق العمل بنظام التعرف على المجرمين عبر الصور التعريفية للوجوه. وكشفت مصادر ذات صلة أن النظام الإلكتروني المتطور الذي سيعتمده الأمن الوطني جد مكلف، وتعمل به العديد من مصالح الأمن عبر العالم، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وأنه تم استعماله وتطويره لضرورات أمنية مباشرة بعد هجمات 11 شتنبر في نيويورك، حيث كلف تطويره أزيد من مليار دولار بالنسبة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي. وسيمكن النظام المعلوماتي الجديد، الذي تستعد الإدارة العامة للأمن الوطني لتعميمه على كافة مصالح الشرطة القضائية، من التعرف على المجرمين من خلال الصور الملتقطة لهم، سواء في مصالح الأمن أو في نقط الحدود عبر المطارات، أو تلك التي التقطتها كاميرات المراقبة في الشارع العام وفي المؤسسات الحساسة كالبنوك والشركات والمساحات الكبرى للتسوق والمراكز التجارية والإدارات العمومية. ويعمل نظام التعرف بالصور على تحديد ملامح صور الأشخاص بدقة متناهية وربطها بخزان معلومات مركزي لتحديد هوية أصحابها. وهذا النظام هو تطوير لنظام التعريف القضائي عبر بصمات اليد، ويعمل بنظام متطور يحدد بدقة بصمات الوجه عبر قياسات جد دقيقة للمسافات بين الأعين والأنف والأذنين ودائرية الرأس. كما يمكّن هذا النظام مصالح الأمن من إدخال تعديلات على صور غير واضحة التقطت لأشخاص في أماكن عامة، عبر توضيب عالي الدقة يمكّن من فرز وتحديد هوية الأشخاص الذين التقطت لهم الصور. وسيصبح بمقدور مختلف مصالح الأمن الوطني في المدن تحديد هوية الأشخاص المشتبه فيهم، الذين قاموا بسرقات وصورتهم كاميرات المراقبة أو تحديد هوية الأشخاص المشاركين في وقفات احتجاجية أو أحداث عنف، عبر تحديد هويتهم من خلال بصمات الوجه التي يتيحها النظام الإلكتروني الجديد. كما سيمكّن هذا النظام من التعرف على هوية الأشخاص بالتقاط صور لهم دون الحاجة إلى إجراء تحاليل تقنية على البصمات اليدوية التي تتطلب وقتا أكبر. ويلقى العمل بنظام تحديد هوية الأشخاص عبر بصمات الوجه انتقادات كبيرة من قبل المنظمات الحقوقية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكونه نظاما غير دقيق ويعمل بهامش خطأ في حدود 92 بالمائة. كما يتيح تخزين الملايين من الصور مع معلومات دقيقة عن هوية أصحابها كالتعريف الصوتي والبيومتري وشبكة قرنية العين والحمض النووي للمواطنين، ولا يحدد طرق استعمالها وحفظها.