أفاد مصدر مطلع «المساء» بأن عناصر الجمارك بالدار البيضاء شددت الخناق على مشتبه بهم كانوا ينشطون ضمن «مافيا» منظمة تمكنت من اختراق منطقة الشحن التابعة لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، إضافة إلى المطار نفسه. وقالت مصد «المساء» إن العشرات من العلب الكرتونية التي جاءت من دول مختلفة، أهمها الصين وتركيا وفرنسا ودبي، مازالت بمكتب إحدى وكالات الإرساليات السريعة بعد التصريح بها في انتظار أن يأتي أصحابها لأداء الرسوم الجمركية وتسلم سلعهم، حيث علمت «المساء» أن تجاوزات كبيرة اقترفها سائقوا شحانات إحدى وكالات الإرساليات السريعة وبعض الموظفين بمنطقة الشحن التابعة للمطار. وأسفرت مجهودات الجمارك بالدار البيضاء عن ضبط مسافر بصدد تهريب 8 حقائب بها أزيد من 36 ألف بطاقة تخزين و4630 هاتفا محمولا بينهم هواتف ذكية متطورة. وتوصلت مديرية الجمارك بتعليمات برفع درجة اليقظة والتحقق من جميع السلع الواردة والتي إن لم يحضر أصحابها في أجل 45 يوما تصبح لصالح مديرية الجمارك، إذ عمد أغلب المستوردين إلى التصريح بسلعهم في انتظار أداء الرسوم الجمركية عنها، إذ تقدر قيمة السلع التي لم يأت أصحابها لتسلمها بمئات ملايين السنتيمات. وفي السياق ذاته، مازالت عناصر الدرك لم تعلن عن نتيجة الأبحاث التي باشرتها بخصوص ما يعرف بمنطقة الشحن بالمطار، رغم إشرافها على الأبحاث منذ أزيد من شهر بعد تعليمات مباشرة وجهها الحسن مطار، وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية عين السبع لفرقة الدرك الملكي بالنواصر، لفتح تحقيق بخصوص مشتبه بهم يستغلون إحدى وكالات الإرساليات السريعة لتسلم سلع دون أداء الرسوم الضريبية عنها. وتبين أن مهربين كبار يعمدون إلى تهريب الأموال بالعملة الصعبة قصد شراء السلع وإرسالها عبر منطقة الشحن دون المرور عبر مكتب الصرف أو بالطرق القانونية المعروفة، إضافة إلى إدخالهم سلعا إلكترونية وهواتف متطورة دون الحصول على رخصة معروفة تمنحها إحدى شركات الاتصالات بالرباط. وكانت مديرية الجمارك قد عززت مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ومنطقة الشحن ب50 عنصرا جديدا لمراقبة المنطقة، التي وصفت ب«الحساسة»، والمساهمة في تعزيز الأمن ومحاربة التهريب الذي اختارت عناصر المافيا أن تصنع له طرقا جديدة غير مسبوقة.