دقت جمعيات نسائية بسوس ناقوس الخطر إزاء تفاقم ظاهرة الأمهات العازبات من مختلف الفئات والأعمار، من ضمنهن عاملات بمحطات التلفيف ومعامل التصبير والطالبات والتلميذات وكذا الفتيات القادمات من الوسط القروي. وأفادت ناشطات جمعويات "المساء" بأن الوضع بات مقلقا في ظل تزايد أعداد هؤلاء، وتخلي الجهات الرسمية عن دعم ومساعدة الجمعيات الناشطة في مجال الطفولة والأمهات العازبات، وهو ما بات يستدعي تضافر جهود جميع الفاعلين بالمجتمع مدني والمؤسسات الحكومية والمحيط الأسري، قصد التحسيس بخطورة هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية على المجتمع، خاصة وأن دراسات عديدة أثبتت أن الغالبية العظمى من الأطفال المشردين هم نتاج علاقات غير شرعية. وأضافت المصادر أن الجمعيات المشتغلة في هذا المجال تبذل جهودا جبارة رغم شح الموارد المالية المتوفرة، من خلال الاعتناء بالأم العازبة ومولودها، بغية حماية الأطفال من خطر الانحلال والإهمال والحفاظ على أنسابهم، مع استقبال الأمهات العازبات لقضاء شهورهن الأخيرة قبل الوضع، داخل فضاء خاص، حيث تتم مساعدتهن وكذا دعمهن نفسيا لتقبل مواليدهن لتجاوز الرغبة في إهمال أطفالهن والتخلي عنهم، وكذا تلقينهن المبادئ الأولية لكيفية التعامل مع الأطفال، والاعتناء بهم على مستوى التربية الصحية والجنسية والنظافة. كما يتم خلال المرحلة الموالية في إطار دعم الأم العازبة، تسطير برنامج يهدف إلى إبقاء الأمهات وأطفالهن لمدة من الزمن داخل مأوى خاص، حيث يتلقين رعاية تامة طيلة هاته المدة في انتظار تحسن حالتهن الصحية، وإدماجهن في سوق الشغل لتدبير قوتهن اليومي، وغالبا ما تكون مهامهن الوظيفية مرتبطة بالأشغال المنزلية، على اعتبار أن غالبيتهن غير متوفرات على مؤهلات مهنية، كما يتم التكفل بمصاريف كراء منازل لهن لمدة ثلاثة أشهر، وذلك إلى غاية حصول الأم على فرصة عمل قارة، كما يتم الالتزام بتتبع سلوك الأمهات والاحتفاظ بمواليدهن داخل الحضانة، وكذا تلبية بعض حاجياتهن الضرورية التي تكون خارج استطاعتهن. وذكرت المصادر ذاتها أن عمل المجتمع المدني يمتد إلى فترة ما بعد الوضع، في إطار عقد جلسات الصلح مع الوسط العائلي للأم العازبة، من خلال التواصل مع أولياء أمورهن ومحاولة رأب الصدع مع بناتهن، وقد حققت هذه التدخلات الحبية، نسبة مهمة من رجوع الأمهات العازبات إلى أحضان عائلاتهن، وغالبا ما تكلل هاته المبادرات بالنجاح، رغم ما يعتري هاته العلاقة من فتور في بعض الحالات داخل الوسط العائلي، خاصة مع وجود طفل مجهول النسب وسط الأسرة، وهو ما يحتم أحيانا على الأم العازبة وضع مولودها في دار للحضانة، رغم ما يتطلبه ذلك من مصاريف إضافية ترهق كاهلها.