بشكل غامض ومثير للارتياب، غاب النائب الإقليمي لوزارة التعليم بطنجة عن عمله منذ يوم الجمعة الماضي، في وقت تحتاج فيه وثائق مهمة بالنيابة لتوقيعه، وتتعلق بنهاية السنة المالية وبمشاريع تدخل ضمن برنامج «طنجة الكبرى»، الأمر الذي دفع وزير التعليم نفسه إلى محاولة الاتصال به دون نتيجة. وحسب مصادر من داخل النيابة، فإن هاتف نائب التعليم، السعيد بلوط، مقفل منذ 5 أيام لسبب مجهول، الأمر الذي يهدد بارتباك كبير في الأمور المالية والمشاريع المستقبلية لنيابة طنجة –أصيلة، بسبب عدم توقيعه على وثائق مهمة، من ضمنها تلك المرتبطة بمشروع طنجة الكبرى. وأثار الغياب المفاجئ للنائب حيرة مجموعة من المصالح الرسمية، إذ حاول مدير الأكاديمية الجهوية للتعليم عبد الوهاب بن عجيبة الاتصال به، ثم والي الجهة محمد اليعقوبي، وأيضا وزير التعليم رشيد بلمختار، والكاتب العام للوزارة، دون نتيجة. وأثار غياب النائب الإقليمي قلقا كبيرا، ولا يعرف ما إذا كان قد تعرض لمكروه، ولا مكان تواجده، خاصة وأنه، رغم تعيينه بطنجة، إلا أنه دائم التنقل إلى مدينة الرباط، حيث كان نائبا إقليميا سابقا بمدينة سلا المجاورة، كما أنه سبق أن عبر علنا عن عدم رضاه على تنقيله، ما جعل الحيرة تلف مسؤولي وزارة التعليم حتى عن مكان تواجده. وحاولت «المساء» بدورها، أول أمس الاثنين الاتصال برقم النائب الإقليمي دون جدوى، علما أن الرقم المتصل به خاص بنيابة التعليم، ويفترض أنه لا يقفل خلال فترة العمل. وحسب مصادر مطلعة، فإن الوزارة اتصلت بمدير الأكاديمية الجهوية، تمهيدا للتحقيق في غياب نائب التعليم عن وظيفته بدون إذن، وهي التحقيقات التي بدأت تكشف عن خبايا جديدة عن الفترة التي قضاها بلوط في منصبه منذ أواخر مارس الماضي. وذكرت المصادر ذاتها، أن النائب الإقليمي كان كثير الغياب، خاصة في الفترة المسائية، وكان لا يحضر لمكتبه يوم الجمعة إلا نادرا، إذ كان ينتقل إلى منزله في الرباط لقضاء أغراض خاصة، في حين كانت النيابة تسير من طرف أطرها. من جهة أخرى، كشفت مصادر من نيابة التعليم، أن علاقات بلوط، متوترة جدا مع أكثر من 180 جمعية آباء، ومع جل مديري المؤسسات التعليمية بالإقليم، وكذا مع عدد كبير من المفتشين.