أفاد مصدر مطلع «المساء» أن مصالح الأمن باشرت الأربعاء الماضي حملة اعتقالات واسعة بمدينة سيدي سليمان، حيث تم إيقاف 14 مشتبها به كانوا يعتزمون التوجه إلى بلاد الشام والانضمام للجيش السوري الحر لتنفيذ عمليات انتحارية ضد كتائب نظام الأسد. وأفاد المصدر ذاته أن فرقة أمنية مختلطة ألقت القبض على 14 شابا، يتحدرون من أحياء شعبية تقع في المدينة نفسها، بعد الاشتباه في انتمائهم إلى تيار متطرف محظور، واستعداد بعضهم للسفر إلى سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد. وعلمت «المساء» أن من بين المعتقلين عائدون للتو من سوريا عبر تركيا، وأن البحث مازال متواصلا عن الجهة التي توسطت لتسهيل هجرة مجموعة شباب مدينة سيدي سليمان إلى سوريا للمشاركة في عمليات عسكرية لإسقاط النظام، خاصة في ظل توصل الأجهزة الأمنية بمعلومات تفيد تمكن شبكة محسوبة على التيار السلفي بتجنيد أزيد من عشرين شخصا للقتال في سوريا. وفي السياق ذاته، حلت عناصر تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أول أمس الخميس، لإجراء تحريات حول مجموعة من الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في خلية تجنيد المقاتلين. وأكدت مصادر مطلعة بميدلت أن فرقة أمنية خاصة، تابعة لمفوضية الشرطة بالمدينة، أوقفت أحد الأشخاص بحي «أيت برتات» بالمدينة، يدعى (م. ي) بعد أن داهمت بيته تحت إشراف السلطات القضائية المختصة، مضيفة أن الفرقة الأمنية عثرت على سيوف وأوراق نقدية أجنبية. وأضافت المصادر ذاتها أن الشخص الموقوف معروف ببيع الفشار «الكلية» أمام ثانوية الحسن الثاني بالمدينة نفسها. وفي موضوع ذي صلة، كشفت «تنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة في العراق» في بيان لها أن الاعتقالات التي شنتها مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتطوان، قبل ثلاثة أيام، طالت كلا من يوسف أخريف المسؤول الإعلامي للتنسيقية بعد مداهمة بيته من طرف عناصر من الشرطة القضائية و»الديستي» حينما كان يوجد داخل شقته رفقة زوجته وأطفاله. وأضافت التنسيقية أن عناصر الأمن قامت بحجز بعض الكتب وبعض الأغراض المختلفة. فيما تتعلق الاعتقالات الأخرى التي وقعت بتطوان والفنيدق بكل من المنسق العام عبد العزيز البقالي والكاتب العام أشرف الخليفي. أحد هؤلاء تقول مصادرنا يزاول مهام متصرف بالمستشفى الإقليمي محمد السادس بالمضيق، وهي المدينة التي أصبحت مثل مدينة الفنيدق معقلا لبعض الشباب المتوجهين إلى سوريا للقتال في صفوف في كتائب جبهة النصرة وسرايا إسلامية أخرى، آخرهم فوج التحق قبل أسابيع. وقال أحد هؤلاء الشباب، ويدعى منير، وهو من الفنيدق، على موقعه عبر شبكة التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، إن شابين من الفنيدق التحقا بهم بالشام، الأول شاب من حي «فم العليق»، متزوج وفي الثلاثينات من عمره، والثاني شاب أعزب في الثانية والعشرين من عمره من حي «الكورنة»، منوها ب هجرتهما، ومشيرا إلى أن عدد أبناء مدينة المضيق الموجودين في الشام حاليا تجاوز سبعة أشخاص. وأوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الأسبوع الماضي، بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء شابا مغربيا يبلغ من العمر 30 سنة، مباشرة بعد وصوله من تركيا التي قضى بها حوالي أربعة أشهر. وحسب المعطيات التي أفادت بها مصادر موثوقة ل»المساء»، فإن الموقوف اتصل بأسرته من تركيا ليخبرها بأنه يريد الدخول إلى المغرب، لكن جواز سفره ضاع منه ويحتاج إلى رقم الجواز للسماح له من قبل السلطات التركية الدخول إلى بلده، وقد تكلفت الأسرة بإرسال المبالغ المالية التي تكفيه للوصول إلى بلده، غير أنها لم تتلق أي نبأ عن ابنها بعدما وجدت هاتفه مقفلا ولم تسمع عنه أي أخبار.