في الوقت الذي اتخذت سلطات عمالة البرنوصي قرارا جريئا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تم هدم مجموعة من الواجهات التي تشكل «احتلالا» للشارع العام بمجموعة من الشوارع، مازال شارع إدريس الحارثي بتراب منطقة مولاي رشيد يعيش في عشوائية «لا حصر لها»، حسب فعاليات بالمنطقة، خاصة تلك التي تتعلق بسرقات تسجل بشكل شبه يومي بواجهات المقاهي، وهي واجهات «غير قانونية» يستغلها بعض اللصوص لعزل ضحاياهم في الساعات الأولى من الصباح أو في المساء حين تغلق تلك المقاهي أبوابها وسلبهم كل ما يملكون مع إمكانية تعنيفهم دون أن يتدخل أي شخص. وتقول إحدى قاطنات الشارع: «شاهدت كيف أن أحد اللصوص هدد شابة خلال ساعات الصباح الأولى بمدخل إحدى المقاهي بشارع إدريس الحارثي بواسطة سلاح أبيض وسلبها هاتفها وغادر وهو يتمايل غير مبال. الكثير من السرقات تتم بهذا الشارع لكن إلى متى؟». الفعاليات الجمعوية نفسها أكدت أن الوضع العام بهذا الشارع أضحى لا يطاق وأن السلطات المسؤولة مطالبة اليوم بالتدخل لهدم كل الواجهات التي تحتل الرصيف المخصص للراجلين، الذين يضطرون إلى السير وسط الشارع مما يعرض حياتهم للخطر بسبب حوادث سير محتملة. وأكدت الفعاليات ذاتها أن أغلب السرقات التي تقع بهذا الشارع يستغل فيها اللصوص تلك الواجهات التي تحتل الشارع العمومي للسرقة، وأن الرقم الحقيقي لهذه السرقات يستحيل إحصاؤه نظرا لأن أغلب الضحايا لا يتقدمون بأي شكايات في الموضوع خوفا من أن تتكرر عملية الاعتداء عليهم من طرف لصوص هم ليسوا سوى أبناء المنطقة في الغالب. وأضاف أحد قاطني هذا الشارع أن ما يقع بمجموعة من المقاهي التي تقع بالشارع، والتي تعد بالعشرات «يندى له الجبين»، حيث يتم فيها السماح لبعض القاصرات بدخولها واستهلاك الشيشا، وعلى الرغم من بعض الحملات الأمنية التطهيرية التي تتم أحيانا لبعض هذه المقاهي إلا أنها لا تعطي أكلها لأنها غالبا ما تستأنف نشاطها في اليوم الموالي دون أدنى مشاكل. وتساءل المصدر ذاته ومعه مجموعة من سكان المنطقة عمن يحمي مقاهي الشيشا بهذا الشارع الذي أصبح معروفا على صعيد الدار البيضاء بالاختلالات التي تقع فيه خاصة من حيث الاستهلاك الواسع للنرجيلة واستغلال قاصرات، بعضهم تلميذات مؤسسات تعليمية.