أسفر احتجاج سكان جماعة سلالية بإقليم القنيطرة على غموض صفقة تفويت بقعة أرضية مخصصة لبناء إعدادية في المنطقة، عن اعتقال شخصين بتعليمات من النيابة العامة لدى استئنافية المدينة. وقامت السلطات، أول أمس، بوقف مسيرة احتجاجية على الأقدام كانت متجهة صوب مقر القيادة الجهوية للدرك الملكي بالقنيطرة، خاضها أزيد من 200 شخص، أغلبهم من نساء وشباب الجماعة السلالية «الصبيح المرابيح» التابعة لقيادة «المناصرة» دائرة «بنمنصور»، التي لا تبعد عن القنيطرة إلا بكيلومترات قليلة، بعد استعانتها بالقوات العمومية. وردد السلاليون الغاضبون شعارات تطالب بالإطلاق الفوري لسراح المعتقلين دون قيد أو شرط، والكشف عن ملابسات عملية تفويت النواب لبقعة أرضية في ملكية الجماعة دون استشارة ذوي الحقوق، وفي غياب المعطيات التي تزيح كل غموض عن هذه الصفقة، كما رفعوا لافتة تقدمت المسيرة، كُتب عليها «أفراد الجماعة السلالية الصبيح المرابيح تستنكر بشدة الظلم والترهيب الحاصل من طرف نوابها ورئيس المجلس المحلي». وقال عدد من المتظاهرين «في الوقت الذي كنا نطالب فيه بالتحقيق في تفويت أرض سلالية في ظروف مشبوهة، فوجئنا باعتقال اثنين منا، ويتعلق الأمر بكل من محمد فطيش ومحمد السمامري، أثناء احتجاجنا على المقاولة التي شرعت في إنجاز مشروع بناء الإعدادية بالأرض موضوع التفويت دون علمنا»، مؤكدين أنهم ليسوا معارضين لإنجاز مثل هذه المشاريع بالمنطقة، لكنهم حريصون في الوقت ذاته على أن تحترم التفويتات مبادئ الشفافية والنزاهة والمساواة، وأن لا تمر دون استشارة ذوي الحقوق، يؤكد المتحدثون. ومنعت فرق التدخل تقدم المسيرة نحو عاصمة الغرب، إذ حالت دون عبور المحتجين لقنطرة أولاد برجال، الفاصلة بين جماعتهم والمدار الحضري لمدينة القنيطرة، بعدما دخل المسؤولون في مفاوضات مباشرة مع ممثلي السكان في عين المكان، وهو ما أثمر عن حصول اتفاق مبدئي بين الطرفين، تعهدت السلطات على إثره بالكشف عن تفاصيل محضر التفويت. وفجر هذا الاحتقان الذي تعرفه المنطقة، المسكوت عنه بحسب الآراء المعبر عنها، والتي طالبت وزارة الداخلية بإيفاد لجنة للتحقيق في مصير أموال السلاليين المتحصل عليها من المدخرات الجماعية، إضافة إلى مداخيل أرض المشروع، والغابات، ونصيبهم من عملية تفويت السوق الأسبوعي، كما طالبوا بوضع حد للممارسات التي تقودها «لوبيات» المقالع والغابات المسنودة بنفوذ سياسي مكنها من بسط هيمنتها على جماعتهم، التي تعد من أغنى الجماعات بجهة الغرب، بينما يظل أغلب سكانها يعانون الفقر ومن غياب البنيات التحتية، حسب تعبيرهم.