اعتقلت الشرطة القضائية بمدينة ورزازات، الأسبوع الأخير عناصر تنتمي إلى شبكة متخصصة في النصب والاحتيال على المواطنين، عن طريق انتحال عناصرها صفة منقبين عن الكنوز، وصفة رجال الدرك والسلطة. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن توقيف العناصر جاء بعد نصب كمين لهم من قبل أحد الضحايا، بتنسيق مع رجال الأمن من أجل الإيقاع بهم، خاصة بعد وضع العديد من الشكايات من قبل عدد من الضحايا لدى المصالح المعنية، يؤكدون فيها أنهم تعرضوا للنصب والاحتيال والابتزاز. وأكدت مصادر أن الموقوفين ينهجون أسلوبا ذكيا، ويستهدفون الفئات المتواجدة في ضواحي المدن، إذ يقدم بعض أفراد الشبكة أنفسهم بأنهم ينقبون عن الكنوز، ويستهدفون الضحية مدعين أن منزله يوجد به كنز، ويتطلب استخراجه بعض الوقت، وعندما يوافق الضحية على عملية التنقيب داخل وخارج المنزل، ينسق الأفراد مع بقية العناصر لإنجاح خطتهم. وبمجرد انطلاق عملية الحفر التي تتم عادة في حوالي الساعة الثالثة صباحا، تلجأ العناصر الأخرى إلى مباغثة منزل الضحية على أساس أنهم من رجال الدرك والسلطة المحلية، لتبدأ بعدها المفاوضات بين الضحية ومنتحلي صفة السلطة، إذ يطالبونه بتسديد مبالغ مالية مقابل شراء صمتهم والسماح للعناصر بإتمام عملية التنقيب. وأضافت المصادر ذاتها، أن الضحايا يتعرضون للابتزاز من قبل عناصر الشبكة إذا لم يتوصلوا بالمبالغ المتفق عليها، إذ يتم سحب البطائق الوطنية من أصحابها، لضمان توصلهم بالمبالغ في الآجال المحددة، وبمجرد ما يتوصلون بالأموال يختفون عن الأنظار ويغيرون شريحة الهاتف النقال. وأوضحت المصادر أن عدد الضحايا يفوق العشرات ويتحدرون من مدن مختلفة، كما أن مجموع المبالغ التي استخلصتها عناصر الشبكة تفوق 100 مليون سنتيم، وهذا الرقم مرشح للارتفاع بظهور ضحايا آخرين. وحسب ما أكده أحد الضحايا فإن منتحلي صفة المنقبين عن الكنوز أوهموه أن بمنزله كنز ثمين وقدموا أنفسهم كمتخصصين في استخراج الكنوز، مشيرا إلى أن من يقدمون أنفسهم على أنهم منقبين استخلصوا منه مبالغ مالية وصلت إلى 60 ألف درهم، فيما حصلوا من مواطن آخر على مبلغ 600 ألف درهم.