اهتزت قرية سيدي اسماعيل التابعة لإقليم الجديدة، بعد عصر أول أمس السبت، على وقع حادث انتحار التلميذة (نورة، ن) شنقا داخل غرفتها بالداخلية التي تؤوي تلميذات إعدادية سيدي اسماعيل وثانوية الجرف الأصفر. وعمدت التلميذة المنتحرة، التي كانت تتابع دراستها بشكل جيد بالجدع المشترك، إلى ربط عنقها بحبل متين قبل أن تقرر رمي جسدها النحيف من نافذة الغرفة، مستغلة غياب زميلاتها بالغرفة، تاركة رسالة قصيرة بخط يدها طلبت فيها الاعتذار من والدتها وأسرتها وأبلغت فيها سلامها إلى أعز صديقاتها اللواتي ذكرتهن بالاسم، كما بررت في رسالتها القصيرة إقدامها على وضع حد لحياتها بضيقها من الحياة الاجتماعية التي كانت تعيشها. إلا أن الرسالة القصيرة التي تركتها لم تكن تتضمن كل الأسباب التي دفعتها إلى الانتحار، إذ أكد والدها الأستاذ، الذي سيحال على التقاعد نهاية دجنبر الجاري، أنه قبل وقوع الحادث، حضر في نفس اليوم إلى الدوار الذي تقطنه التلميذة طبيب بيطري معروف ويشتغل بقرية سيدي اسماعيل، وكان يسأل عن أسرة التلميذة وعندما استفسره بعض سكان القرية عن سبب سؤاله عنها، قال البيطري إنه يود أن يشتكي إلى أسرتها ويخبرها بكون التلميذة تتصل به هاتفيا أكثر من مرة وفي أوقات متأخرة من الليل وتسبب له مشاكل مع أسرته لكونه متزوجا. البيطري لم يكن يدري بأن الخبر سينتشر كالهشيم في الدوار ويبلغ إلى مسامع والدها ووالدتها، وهو الأمر الذي لم يرق الأب الذي يشهد الدوار لبناته بالتفوق الدراسي والاستقامة ، فقرر التحري في الموضوع واتصل بالبيطري ليتأكد من كون الرقم الهاتفي هو بالفعل لابنته، وعند اتصاله به أكد له الأمر، فقصد الداخلية واستفسر ابنته عن الموضوع، حيث أكدت له بأن هاتفها النقال لم يكن بحوزتها في تلك الليلة، بل كان بحوزة صديقة لها. وأكدت لوالدها بأنها بريئة مما ادعاه البيطري، وظلت تنفي وجود أي علاقة به، حينها قرر الوالد أن يجردها من الهاتف على سبيل الاحتياط، وأكد أنه لم يعنفها ولم يدخل معها في نقاش، وعاد إلى منزله وشرع يباشر بعض الأشغال، وبعد لحظات من عودته تلقى اتصالا من إدارة المؤسسة والداخلية يخبرونه بانتحار ابنته.