عمد «مجهولون»، في وقت متأخر من ليلة الأحد/الاثنين، إلى الهجوم على ورش لبناء مسجد يجري بناؤه بمنطقة «المرجة» التابعة لمقاطعة زواغة بنسودة بمدينة فاس، وعمدوا إلى هدم جزء من البناية تأوي العمال الذين يباشرون أشغال البناء. وقال تقرير لبرلماني من حزب العدالة والتنمية إن الهجوم الذي قادته «العصابة» التي تم التعرف على بعض عناصرها خلف حالة من الرعب والهلع وسط سكان المنطقة الذين استفاقوا على وقع الهدم وصراخ الاستغاثة من طرف حارس ورش بناء المسجد. وأضاف البرلماني حسن بومشيطة بأن «العصابة» المكونة من حوالي 6 أشخاص هاجمت مرافق المسجد التي أقامتها ودادية السكان لإيواء عمال الورش والحفاظ على معدات البناء، وبدأت في هدم البناية بشكل هستيري بعد إبعاد الحارس، الأمر الذي خلف حالة من الرعب، خاصة وأن العملية جاءت في وقت متأخر من الليل، قبل أن يتمكن الحارس الليلي من طلب النجدة من السكان المجاورين للمسجد. لكن السكان لم يتمكنوا من الوصول إلى عين المكان إلا بعد أن قامت «العصابة» بتحطيم تلك الغرف. واتهم البرلماني بومشيطة ما أسماه ب»مافيا العقار» بالمنطقة بالوقوف وراء هذه العملية، مشيرا إلى شخص ذكره بالاسم يتابع في عدة ملفات يتهم فيها ب»السطو» على الأراضي بالمنطقة. وقالت المصادر إن رجال الشرطة قد حضروا إلى عين المكان، وتم التقاط صور للخسائر التي خلفها الهجوم، واستمعوا إلى أقوال السكان، كما قام أعضاء من الودادية بمعية النائب البرلماني بومشيطة بزيارة رئيس المنطقة الأمنية الرابعة، لرفع الشكوى والإدلاء ببعض الأسماء المتهمة في التورط في هذا الهجوم. فيما قال «ع.ر»، الذي وجهت له الاتهامات من قبل حزب العدالة والتنمية، بالوقوف وراء الهجوم، إن المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية هم الذين عمدوا إلى تخريب الورش لإثارة انتباه السكان، واستقطابهم كقاعدة انتخابية، حسب تعبيره. وتساءل، في اتصال ل»المساء» به، عن جدوى وقوفه وراء الهجوم على الورش، وقد استصدر مقررات قضائية لصالحه في قضية نزاع حول أرض مجاورة للقطعة المخصصة لبناء المسجد، فكيف له أن يعمد إلى القيام بأعمال هدم في أوقات متأخرة من الليل. وتعتبر منطقة بنسودة من أبرز قلاع «التسيب العمراني» بمدينة فاس، بحسب تعبير تقرير سابق لحزب العدالة والتنمية. وقد سبق لعدد من المواطنين أن اشتكوا من عمليات سطو على قطعهم الأرضية التي تحولت في غفلة منهم إلى أوراش بناء، بينما عاشت المدينة على إيقاع موت صادم لمهاجر مغربي مقيم بفرنسا، بعدما حل بالمنطقة لتفقد قطعته الأرضية، وتوفي جراء سكتة قلبية، عندما وجد أن القطعة تحولت إلى عمارة كادت أن تعد للتسويق. ولم تنفع مراسلات لهيئات حزبية، وتقارير صحفية، في إيقاف «فوضى التعمير» بهذه المنطقة.