ما تزال النساء الحوامل بقرية «بني مقورة» ببني لنت الفوقية بضواحي مدينة تازة يلدن بالشكل التقليدي مما يعرضهن لمخاطر الوفاة أو التأثر بالمضاعفات الصحية السلبية على صحة الجنين والأم على حد سواء. وطالبت عائلات من القرية المسؤولين بالإسراع في بناء مستوصف داخل القرية التي تعاني من عزلة خانقة. وأكد رب إحدى العائلات بالقرية أن أغلب النساء الحوامل يلدن داخل منازلهن بمساعدة «القابلات» أو النساء كبيرات السن، في حين يتم نقل صواحب الولادات العسرة على البهائم في وضعية صعبة عبر طرق جبلية وعرة إلى مدينة تازة لأجل العلاج. وأوضح أن عددا منهن لقين حتفهن بسبب غياب التطبيب، حيث لا يوجد أي مركز صحي أو حتى صيدلية، بينما يتم علاج المرضى من سكان القرية بطرق تقليدية. وكان تقرير اليونيسف لسنة 2008 قد أكد أن 227 امرأة من بين 100 ألف في العالم القروي تتعرض في المغرب للوفاة خلال فترة الحمل أو أثناء الوضع خلال مدة لا تتجاوز 42 يوما، بينما تنخفض النسبة في الوسط الحضري إلى 187. في الوقت الذي صرحت فيه وزيرة الصحة ياسمينة بادو أن وزارتها تخطط للتقليص من هذه النسبة عبر تقريب المراقبة الطبية من طرف المواطنين وخاصة في القرى. وبحسب احساين وعدد من عائلات بني مقورة والقرى المجاورة لها، فإن المشاكل لا تقف عند حدود غياب التطبيب، بل تتجاوزها إلى عدم التزام المسؤولين والمنتخبين بوعودهم بخصوص ربط المنطقة القروية «بني لنت» بطريق تسهل تنقل السكان، وعدم المساعدة على بناء منشآت لتخزين المياه تساعد السكان على مواجهة مشكل الجفاف خاصة في الصيف علما أن القرية تعتمد كلية على الفلاحة في العيش، بالإضافة إلى انعدام وجود مراكز تعليمية (باستثناء المدرسة الابتدائية باب جفرون) ومراكز لتشغيل الشباب. ويوضح سكان القرية أن هذه المشاكل دفعت الكثير منهم إلى بيع ممتلكاتهم والهجرة إلى المدن المجاورة.