شهدت مدينة سلا، في الآونة الأخيرة، سلسلة من حوادث السير التي تسببت فيها الدراجات النارية ثلاثية العجلات، المعروفة ب "تريبورتور". آخر هذه الحوادث أودت بحياة سيدة، وتسببت في إصابات خطيرة لشخصين، أحدهما مازال يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، بعد انقلاب الدراجة ووقوع هيكلها الخلفي فوق رؤوس ركابها الثمانية. وحسب شهادات مصدر أمني، فإن استغلال هذه الدراجات بشكل مكثف أصبح سببا مباشرا في وقوع عدد من الحوادث ووقوع مشاكل في حركة السير والجولان، وهو ما تأكد من حجم المخالفات التي تم تسجيلها خلال عيد الأضحى المنصرم، إضافة إلى المخالفات التي تسجل بحق مالكي هذه الدراجات. وأصبحت هذه الدراجات تمثل جزءا لا يستهان به من وسائل النقل التي تتحرك بالمدينة، والتي تستغل لأغراض تجارية مختلفة، إذ توظف في الغالب لنقل البضائع والأشخاص، إضافة إلى بيع الأسماك. كما أصبحت هذه الدراجات تستغل كوسيلة نقل للأشخاص إلى الوجهات التي لا تصلها وسائل النقل العمومي من حافلات وسيارات الأجرة، كسيدي الطيبي، وسيدي ابراهيم، وبنعويش، إضافة إلى توفير هذه الدراجات خدمة النقل بين الأحياء على صعيد مدينة سلا، نتيجة العجز الواضح في تغطية عدد من الأحياء من طرف شركة النقل الحضري. ورغم وعي المواطنين بخطورتها، وعدم صلاحيتها للاستغلال كوسيلة نقل، فإن الحاجة وثمن الخدمة الذي لا يتعدى درهمين للراكب الواحد، وعدم توفر بديل آخر، يدفع المئات لامتطاء المغامرة يوميا إلى حين توفر الأحسن. وحسب المعلومات التي استقتها "المساء"، فإن هذه الدراجة غير مصممة من الناحية التقنية لنقل ثمانية أشخاص، وهو العدد الذي يمتطي هذه الدراجات خلال كل رحلة، مما يؤثر على توازنها، ويصعب مهام التحكم فيها من قبل السائق مما يتسبب في وقوع الحوادث، إضافة إلى أن حجم العربة الخلفي يتسبب في الغالب في صعوبة ضبط عملية التجاوز، كما يؤدي لعرقلة السير ببعض الشوارع الضيقة أصلا كشارع ابن الهيثم والنصر، وشوارع أخرى بمدينة سلا. وكشف أحد مالكي هذه الدراجات أن استعمال هذه الأخيرة كوسيلة نقل يدر أرباحا على أصحابها، إلا أن بعض الحوادث التي تتسبب فيها تثير قلق مالكيها والركاب على السواء، مشيرا إلى أنه لجأ إلى استغلال هذه الدراجة بعد حظر استعمال العربات المجرورة في المدار الحضري بقرار عاملي، إلا أن البديل المتاح للركاب وأصحاب العربات الذين تحولوا إلى سائقي هذه الدراجات لا يبدو أحسن من سابقه، معترفا أن استعمال هذه الدراجات محفوف بالمخاطر كما أن شكلها يفرض استعمالها على نطاق ضيق بالمدار الحضري، وهي التبريرات نفسها التي يسوقها المطالبون بتقنين استعمال هذه الدراجات. وانتشر استعمال هذا النوع من الدراجات بشكل مكثف في العديد من المدن الكبرى، بسبب قلة وسائل النقل الحضري، إذ أصبح الكثير من المواطنين يعتمدون بشكل كبير على هذه الدراجات لقضاء مصالحهم وأغراضهم، إلا أن هذا الأمر يثير في بعض الأحيان مشاكل على مستوى حركة السير والجولان.