سلطت أحداث "السبت الأسود" الضوء على معاناة السكان المجاورين المجاورة لملعب بوبكر عمار بسلا، بعد أن كشفت أعمال الشغب التي شهدتها الشوارع المحيطة بالملعب، معاناة عشرات الأسر من أجواء ما قبل وما بعد المباريات التي يحتضنها الملعب الذي تستقبل به جمعية سلا مباريات البطولة الوطنية. فقد أكد عشرات المواطنين تحول الإقامة بجوار هذا الملعب إلى كابوس يقض مضجع السكان، بفعل عدد من الممارسات التي تثير الرعب في نفوسهم، وتهدد سلامتهم الجسدية. وحسب شكاية السكان، فإن جنبات الملعب تتحول بمناسبة إجراء مباريات الجمعية إلى ساحة مفتوحة لمواجهات بين فئة مشاغبة من جمهور الجمعية وجمهور الأندية التي ترافق فريقها إلى سلا، والتي تقلق راحة السكان، بسبب استعمال الحجارة في مناوشات المشجعين، واحتماء بعض الجماهير التي تفر من المواجهات ببعض المنازل المجاورة للملعب، خاصة تلك المقابلة لقاعة البوعزاوي، إذ يحدث أن يقتحم عشرات المشجعين بعض المنازل للاحتماء بها عند تطور الأمور إلى مواجهات تستعمل فيها الحجارة والقنينات الفارغة، والأسلحة البيضاء. وأوضح المتضررون من الإقامة بجوار الملعب أن بعض الجماهير ترابط أمام منازلهم خلال أيام إجراء المباريات بدءا من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الساعة الثانية، بحثا عن فرصة الدخول مجانا، حيث تتحول الأزقة إلى ساحة للسوق السوداء لبيع التذاكر، مع ما يرافقها من التحاق باعة الوجبات السريعة، والسجائر بالتقسيط، والشعارات، وفي بعض الأحيان باعة القرقوبي والمواد المحظورة. وقد لاحظ سكان الحي أن الغالبية العظمى من هذه الجماهير، تنتمي إلى النوع الذي يصعب التحكم فيه، وتتشكل في الغالب من شباب غير متمدرس، يحول الحضور إلى الملعب إلى فرصة لاستعراض القوة، وإثارة الشغب، وترديد العبارات السوقية التي تخدش الحياء العام بالقرب من مساكن المواطنين، وهو ما يفسر الأحداث التي شهدتها المنطقة، ومدينة سلا عموما، عقب المباراة التي جمعت فريقي الجيش الملكي والجمعية السلاوية، وهي الأحداث التي أسفرت عن تخريب عدد من الممتلكات الخاصة والعامة، وإصابة عدد من رجال الأمن بجروح، فيما تم اعتقال 11 شخصا يشتبه في تورطهم في أعمال الشغب التي سبقت المباراة قبل أن تتجدد مباشرة بعد نهايتها. وكشف أحد رجال التعليم أن أيام الراحة الأسبوعية التي تخصص عادة للراحة واستقبال العائلات والاسترخاء، تتحول لدى للقاطنين بجوار الملعب، إلى سجن إرادي يضرب فيه قاطنو هذه المساكن عن الخروج إلى ما بعد انتهاء المباريات، مما يحرمهم من الاستمتاع بالراحة الأسبوعية، بل إن غضب الجماهير من النتائج في بعض الأحيان ينتهي باشتباكات بين جماهير الفريقين، غالبا ما تتطور إلى عمليات فر وكر بعد تدخل رجال الأمن لفضها. ورغم إشادة المواطنين بالحزم الأمني في مواجهة هذه الانحرافات، فإن توالي هذه الأحداث يضع القاطنين بهذه المساكن في قلب العاصفة، مما دفع السكان إلى المطالبة بوضع حد لمعاناتهم، حيث قفز إلى السطح مشروع بناء ملعب خارج المدار الحضري من أجل احتواء شغب الجماهير، وتفادي أعمال العنف والتخريب.